في أقوى تهديد مباشر حتى الآن، تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بـ»رد حاسم» على أي هجوم من قبل إيران أو «أتباعها» يمكن أن يلحق ضرراً بالقوات الأميركية أو شركائها في العراق.

وقال بومبيو، في بيان صحافي مساء أمس الأول: «قام عملاء إيران، أخيراً، بعدة هجمات ضدّ قواعد توجد فيها قوات الأمن العراقية، جنبا إلى جنب مع أفراد من القوات الأميركية والتحالف الدولي... ستواصل الولايات المتحدة العمل يداً بيد مع شركائنا العراقيين، لكن ينبغي علينا أيضاً أن نغتنم هذه الفرصة لتذكير قادة إيران بأن أي هجمات من جانبهم، أو من وكلائهم مهما كانت هويتهم، تلحق الأذى بالأميركيين أو حلفائنا أو بمصالحنا، سوف يتمّ الرد عليها من خلال استجابة أميركية حاسمة. يجب على إيران أن تحترم سيادة جيرانها وأن تتوقف فوراً عن تقديم المساعدات والدعم لأطراف ثالثة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة».

Ad

وعلقت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، على بيان بومبيو، وقال المتحدث باسمها عباس موسوي، في مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان «اتهام طهران بهجوم أرامكو والهجمات على قواعد أميركية في العراق مجرد مزاعم واهية، وسيدرك الأميركيون لاحقاً أنهم مخطئون».

الى ذلك، نظّم بضعة آلاف من أنصار حركة «عصائب أهل الحق» المسلحة المقربة من إيران مسيرة، أمس، في العاصمة بغداد، حيث داسوا على العلم الأميركي في رد فعل على العقوبات التي فرضتها واشنطن على زعيم الحركة قيس الخزعلي وشقيقه الأسبوع الماضي.

وفي ساحة الفردوس بقلب العاصمة العراقية، التي اكتسبت شهرة في عام 2003، حين أسقط فيها تمثال ضخم للدكتاتور السابق صدام حسين بعيد الغزو الأميركي للبلاد، احتشد أنصار الخزعلي وداسوا على أعلام أميركية كبيرة.

وقطع هؤلاء تقاطعات تجارية رئيسة في العاصمة، حيث نصبوا مشانق افتراضية علقوا عليها دمى تمثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

سياسياً، أمر الزعيم الشيعي القوي مقتدى الصدر بإغلاق المؤسسات التابعة للخط الصدري مدة سنة، وسط تكهّنات بإمكانية خروج مناصريه من الشارع، خصوصاً بعد أحداث ساحة الوثبة التي أقدم خلالها متظاهرون على سحل جثة شخص قتل متظاهرين وتعليقها وسط بغداد.

وبعد تظاهرات رافضة لتكليف محمد شياع السوداني مرشح رئيس «منظمة بدر» هادي العامري ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي، لخلافة عادل عبدالمهدي في رئاسة الوزراء، لا يزال المشهد السياسي ضبابياً وسط مناورات سياسية لإحراق مرشحين وتزكية آخرين لاستهلاك الوقت.

وتدوالت أوساط مقربة من كتلة الفتح التي يترأسها العامري وتعتبر نفسها الكتلة الاكبر لتسمية رئيس حكومة، اسم مصطفى الكاظمي، رئيس جهاز الاستخبارات، كخيار جدّي يمكن أن يحظى بإجماع محلي.

ووجه النائب عن كتلة سائرون النيابية صباح الساعدي، أمس، رسالة الى رئيس الجمهورية برهم صالح، حمله مسؤولية قرار تكليف مرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء من اختيار الشعب، وليس «تدويرا وإعادة للإنتاج لرجالات احزاب الفشل والفساد، فهو الحاسم في إمكانية اصلاح النظام وإلا فإن النتائج ستكون وخيمة ولا تحمد عقباها».