عندما تكتب مقالاً تفكر في عنوان جاذب لأنه المسوق الرئيس لما تكتب، ولكن هناك استخدامات أخرى للعناوين، فخذ على سبيل المثال "فئة الشباب في الكويت" هم بالنسبة إلى الحكومة عبارة عن "مانشيت" يردد من قبل المسؤول في اللقاءات الصحافية لزوم الشو الإعلامي والبرستيج الوظيفي فقط، ولأنه عنوان فقد جرت العادة أن لكل عنوان تفاصيل تكون انعكاسا له، تكتب فيه كل الخطوات والمعلومات والتفاصيل، لكن مانشيت الحكومة "الشباب" دون تفاصيل، ودون معلومات، ودون خطوات، ودون المستوى الملامس للطموح، مما يسبب حالة من الإحباط.

حكومتنا العزيزة حالها من حال المسؤول المحب للإعلام، فهي تردد الشعارات، وتردد "المانشيت" نفسه في كل لقاء، عن دعمها للشباب، وعن اهتمامها بالشباب، بل أصبحت تتغنى بتبنيها قضايا ومشاكل الشباب حتى أيقنت ألا أحد يهتم بنا، والسبب هو كثرة الكلام دون عمل، وكثرة التصريحات دون رؤية، وكثرة الوعود دون تنفيذ، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هل تم خلق فرص عمل جديدة لنا غير الوظائف الحكومية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع؟ وهل أضفتم تخصصات جامعية تناسب سوق العمل؟ وهل تم خلق بيئة أعمال مناسبة لنا للعمل في القطاع الخاص مع تحقيق أبسط الضمانات للأمان الوظيفي؟ وهل تم تبسيط بيئة الأعمال وتهيئة أرض جاذبة للتوجه للعمل الحر؟ وهل وفرتم لنا المسكن؟ وهل حسّنتم البنية التحتية؟ طبعا، لا.

Ad

كل ما سبق هو سُبة في جبين الحكومة، فلا هي التي اهتمت بالشباب واحتوتهم، ولا هي التي أعتقتهم من الاستغلال الإعلامي.

عن نفسي سمعت أسطوانة دعم الشباب وأنا في سن العشرين، واليوم أكملت الأربعين عاماً، فلا رأيت دعماً ولا رأيت حلاً، وحتى يومنا هذا لم توفر لي الحكومة المسكن، ولا رأيت تغييراً يلامس طموحي.

سمو الرئيس الشباب هم من سيتسلم الدفة في المستقبل فلا تجعل منهم "مانشيتاً".