تاريخنا العربي يحفل بالثراء، الذي يندر له مثيل، من الأعمال الإنسانية الرائعة، ولست هنا بصدد الخوض فيما أمرتنا به الديانات، التي انبثق نورها في بلادنا العربية، وكلها كانت تحث الناس على الدعوات الإنسانية القائمة على المحبة والعدالة والمساواة بين البشر، ولكنني سأقصر كلامي على المبادرات الذاتية التي تقوم بها جماعات وأفراد عمرت قلوبهم بالحب الإنساني، فكرّسوا حياتهم من أجل هذا المبدأ.

***

Ad

• ففي التاريخ العربي يُذكر الصعاليك –فيما قبل الإسلام– وكيف كانوا يُطعمون الفقراء والمحتاجين مما يحصلون عليه من غنائم يستولون عليها من الأثرياء والميسورين، حتى أن شاعرهم عروة بن الورد كان يردد:

(أوزع جسمي في جسومٍ كثيرةٍ ... وأحسو قُراح الماء والماء باردُ)

وبعد عشرات القرون من ظهور الصعاليك ظهر روبن هود في أوروبا، واجتمع حوله نفرٌ ممن كانوا يظفرون بغنائم الأثرياء ثم يقومون بتوزيعها على الفقراء... وقد ذكر التاريخ الإنساني العديد من هذه النماذج في بقاع كثيرة من العالم على امتداد الأزمنة.

***

• والخوض في تفاصيل هذا الموضوع في سطور "الجريدة" المحددة بـ 450 كلمة قد لا يفي موضوعاً إنسانياً كهذا ما يستحقه من البحث والاهتمام، ولكنني سأذكر بعض المنظمات والشخصيات التي وضعت العمل الإنساني منهاجاً لمسيرة حياتها وسجلت لنفسها مكانة مرموقة في الأعمال الإنسانية المعاصرة، ومنها على سبيل المثال:

• الأم تريزا التي ضربت أروع الأمثلة في رعايتها للأطفال الفقراء في العالم.

• عبدالرحمن السميط أمضى عقوداً من حياته في إفريقيا يرعى الفقراء ويدعو لدين الله.

• بيل غيتس يتبرع بمبلغ 45 مليار دولار للفقراء في العالم وللرعاية الصحية والتعليم ومكافحة التخلف.

• الممثلة أنجلينا جولي منذ سنوات وهي تتجول في مخيمات الفقراء في العالم وتتبرع بنصف دخلها من أجل مكافحة الفقر وتشجع على تبني الأطفال، لأنها هي قد تبنت العديد منهم.

• لي شينغ –من الصين– يتبرع بـ10 مليارات دولار من أجل التعليم ومكافحة الأمراض المزمنة.

• تشال فيني –أميركي– يتبرع بـ7 مليارات دولار لمكافحة الشيخوخة والفقر والعمل على حقوق الإنسان.

• جورج سورس يتبرع بـ6 مليارات دولار لمحاربة الفقر في أوساط الغجر في العالم.

• مايكل بلومبيرغ يتبرع بـ3 مليارات دولار لمكافحة الإدمان على التدخين وتطوير التعليم الجامعي.

• عظيم برميجي –هندي– يتبرع بـ3 مليارات دولار لمكافحة الجهل والصحة والتعليم.

***

• وهناك الكثير من الأسماء والمؤسسات التي لا يتسع المجال لذكرها كمايكل جاكسون مثلاً الذي تبرع بـ500 مليون دولار لمختلف الجمعيات الخيرية في العالم، وجورج كلوني الذي كرّس جهده للعمل الإنساني في دارفور، بل حتى المغنية شاكيرا تبرعت بالكثير من الأموال للفقراء في العالم... والقائمة طويلة.

• وما أحزنني، وأنا أبحث عن مصادر هذا الموضوع أنني لم أجد اسماً واحداً لملياردير عربي قام بعمل إنساني، رغم أن عدد المليارديرات العرب يحتوي على رقم لا يستهان به.

***

• والمحزن أكثر أن معظم أصحاب الثروات الكبيرة في العالم العربي قد ارتبطت أسماؤهم بالسلطات التي تشاركهم في نهب ثروات الشعوب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.