دخلت الأزمة السياسية في لبنان نفقاً مجهولاً، أمس، مع انسحاب المرشح لرئاسة الحكومة سمير الخطيب من السباق الحكومي عشية الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال عون قبل أيام.

وقال الخطيب بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، أمس، إن «صاحب السماحة هو من داعمي رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي يبذل جهوداً للنهوض بلبنان وعلمت من سماحته أنّه نتيجة اللقاءات والمشاورات مع أبناء الطائفة تمّ التوافق على تسمية الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، وعليه سأتوجه إلى بيت الوسط لإبلاغ الرئيس الحريري، لأنه هو من سمّاني لتشكيل الحكومة، وأشكره على هذه الثقة».

Ad

وتتجه الأنظار إلى الاستشارات النيابية بعد انسحاب الخطيب، وقالت مصادر سياسية متابعة إن «مصير الاستشارات مربوط بنية تولي الحريري الرئاسة الثالثة في هذا الوقت»، مشيرة إلى أن «حظوظ الحريري ارتفعت بشكل كبير»، وأنه «أصبح اللاعب الأقوى في المعادلة الداخلية والكل ينتظر موقفه النهائي». إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في تصريحات لـ «فرانس24» مساء أمس الأول، من أنّ «لبنان مهدّد إذا استمرت التوترات الحالية التي يشهدها بالوقوع في «فوضى لن تكون خلاقة بل ستكون مدمرة».

ودعا باسيل إلى تطبيق الإصلاحات المطلوبة لحماية البلد من التدخلات الخارجية والانهيار المالي والاقتصادي، مضيفا أن «لبنان لن يتمكن من الصمود طويلا إذا استمر على هذا المنوال، وتعد له فوضى للأسف لن تكون خلاقة بل ستكون مدمرة». وتابع: «إذا لم نتدارك أنفسنا بالإصلاحات المطلوبة وبحماية البلد من التدخلات... فقد نكون أمام باب التدهور المالي والاقتصادي الذي يوصلنا إلى حالة من غير الاستقرار معيشياً واجتماعياً، وللأسف قد تتطور إلى أكثر من ذلك».

في موازاة ذلك، وفي أقوى تصريح لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة منذ فترة طويلة وفي ذكرى اغتيال النائب جبران تويني، شن عودة هجوماً غير مسبوق على حزب الله.

وقال عودة: «اليوم، هذا البلد يُحكم من شخص تعرفونه جميعاً، ولا أحد يتفوّه بكلمة، ويُحكم من جماعة تحتمي بالسلاح»، متسائلًا: «أين الثقافة؟ أين العلم؟ أين المستوى اللبناني الّذي نفتخر به؟ شخص لا نعرف ماذا يَعرف، يحكم بنا».

وأضاف: «ألا تسمعون ما يُطالب به أبناؤنا في الشارع اليوم؟ يُطالبون بأن يلتفت المسؤولون إلى مطالبهم المحقة، يصرخون قائلين إنّ احتجاجاتهم سلميّة وستبقى كذلك، ولكن هناك من يحاول تشويه سلميّة احتجاجاتهم».

ورد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أمس، على عودة قائلاً: «هذا الشخص وتلك الفئة حررت وقاومت وحمت وصانت وأعادت الحرية والسيادة والاستقلال لبلد كان محتلاً، ودولة كانت بين أنياب إبليس، حررت ولم تحكم، قدمت ولم تأخذ، أعطت لله وللوطن، قاومت وعينها على لبنان لا على كراسيه. وحكمة الأنبياء تقول: اتقوا الله بما تقولون، لأنه إذا فسد العالم فسد العالم».