في انتظار أي عامل سياسي يمكن أن يحسم مجريات الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديد في لبنان المقررة غدا، تكثر السيناريوهات المطروحة لما يمكن أن يحدث مطلع الأسبوع في قصر بعبدا.

وقالت مصادر سياسية متابعة إنه "قد تقود التحركات الاحتجاجية التي من المتوقع أن يشهدها الشارع، إضافة الى تضارب الحسابات السياسية بين أهل البيت الحاكم، أي بين الفريق الرئاسي والتيار الوطني الحر من جهة، والثنائي الشيعي من جهة ثانية، الى إرجاء الاستشارات الى موعد لاحق".

Ad

وتحدثت عن "احتمال أن يستقرّ الرأي داخل كتلة المستقبل التي تجتمع في الساعات المقبلة، على ترك الخيار لكل نائب ليسمي من يريد لرئاسة الحكومة. وهذا القرار، يُتوقع أن يقلب التوقعات الحكومية، بحيث ستنسحب على الأرجح، تكليفا لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من قبل كتل أخرى، وأبرزها المردة واللقاء الديمقراطي، وربما الثنائي الذي يعتقد أنه يفضّل زعيم الأزرق، على أي شخصية أخرى، لتولي قيادة الحكومة المنتظرة".

وتابعت: "السيناريو الثاني الوارد، هو أن تذهب كتلة المستقبل الى القصر الاثنين، لتسمّي سمير الخطيب، وذلك لإبعاد تهمة الإخلال بالالتزامات والتعهدات عنها نهائيا، خاصة بعد أن قال رئيسها الحريري منذ أيام، إنه سيدعم ترشيح الخطيب".

وقالت: "بتصويت من هذا القبيل، سيحشر التيار الأزرق الجميع، خاصة الثنائي الشيعي، الذي لا يريد ضمنا الخطيب". وختمت: "في حال سمّى المستقبل الخطيب، من غير المستبعد أن يلجأ الثلاثي حزب الله، أمل، التيار، الى خطوات استلحاقية من قبيل تغيّب نواب أو تعذّر وصولهم الى القصر، أو توزيع أصوات الحلفاء في شكل مدروس، بما لا يعطي الغلبة في نهاية نهار الاستشارات للخطيب".

في موازاة ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن "الدعوة التي تسلمها الأمين العام لوزارة الخارجية اللبنانية السفير هاني شميطلي من نظيره الفرنسي عبر السفير الفرنسي في بيروت، لحضور اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس الأربعاء المقبل، هي موجهة للبنان".

وتابعت: "فمجموعة الدعم تأمل أن تكون المشاركة اللبنانية فاعلة ومكونة من مسؤولين يمثلون مركز القرار، كما يتمتعون بتفويض كافٍ يخوّلهم التفاعل والتجاوب مع بقية الأعضاء المشاركين بالاجتماع، خصوصاً أنه سيصدر في الختام بيان يحدد التوجه في الفترة المقبلة".

ولفتت المصادر إلى "دقة توقيت هذا الاجتماع الذي يتزامن مع سعي لبنان لتأليف حكومة توحي بالثقة داخليا أو خارجيا"، معتبرة أنه "يبرز اهتمام مجموعة الدعم بوضع حد للتدهور الحاصل في لبنان". إشارة إلى أن هذا الاجتماع الذي سيعقد في وزارة الخارجية الفرنسية وسيترأسه الأمين العام للخارجية الفرنسية، دعيت إليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وألمانيا، وإيطاليا، ومصر، ونظرا لأهمية ودقة التوقيت دعيت أيضا السعودية والإمارات.

إلى ذلك، واصل الرئيس الحريري بذل جهوده لمعالجة النقص في السيولة وتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين، فوجّه أمس المزيد من الرسائل إلى رؤساء وزراء ومسؤولي عدد من الدول الصديقة، شملت كلا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسي وزراء بريطانيا بوريس جونسون وإسبانيا بيدرو سانشيز، طالبا مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمّن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات.