حين دخل الشيخ ناصر صباح الأحمد الحكومة فرح معظم الشعب الكويتي، واستبشر خيراً وتوقع مرحلة جديدة من الإصلاح ومحاربة الفساد، خاصةً أن الشيخ ناصر سجله السياسي والمالي لا سجال عليه ولا خلاف، وهكذا حال الشعب عند تغيير الحكومات المتعاقبة بأسماء يتفاءل الناس بوجودها، لعلها تغير الحال وتعيد ما أفسده من سبقهم.

الحقيقة أن الأسماء مهما كان سجلها فلن تستطيع منفردة إحداث أي تغيير ما لم يتغير النهج السائد في تشكيل الحكومة وطريقة عملها وتعيين أعضائها، وكلنا شاهدنا وسمعنا ما قالته الوزيرة المستقيلة جنان بوشهري، وما فعله الشيخ ناصر الصباح، وها نحن نسمع عن تأخر سمو الرئيس الجديد الشيخ صباح الخالد في تشكيل حكومته، التي يبدو أنه يواجه النهج ذاته في تشكيلها.

Ad

وحتى لا نكون كعادتنا فرحين بتغيير الأسماء ونمني أنفسنا بأوهام بعيدة عن واقعنا في الحكومة الجديدة يجب أن نتفق أولاً أن التشكيل حتى إن تغيرت أسماء أعضاء الحكومة المستقيلة بالكامل والمجيء بوزراء جدد لا غبار عليهم ولا خلاف فإن الوضع لن يتغير في حال انتهاجها النهج والسياسة القديمة نفسها، ودون برنامج واضح يطمئن له المواطنون.

يعني بالعربي المشرمح:

نعتقد أن الأسماء مهما استبدلت حتى إن كانت أسماء المعارضة الإصلاحية ذاتها دون تغيير في النهج السائد فلن يحل مشكلتنا في ظل نظام انتخابي بات فشله واضحاً، ومخرجاته سيئة، وفي ظل فساد مؤسسة أصبحت أقوى من السلطات الدستورية، وشعب تاه بين الأمل والإحباط، الأمر الذي نحتاج معه نفضة شاملة ومدروسة لنبدأ مرحلة جديدة تواكب طموحاتنا والزمن الذي نعيشه.