أطلقت أكاديمية لوياك للفنون الأدائية (لابا) مهرجان الفنون "F.A.D"، للسنة الثالثة على التوالي، بعد النجاح الباهر الذي حققه على مدى العامين الماضيين، من 1 إلى 5 ديسمبر 2019، تحت شعار"Unity diversity"، لتسليط الضوء على التنوع والاختلاف.

ويشتمل برنامج المهرجان هذا العام على مخيم "صناعة الأفلام"، بالتعاون مع "لوياك- لبنان"، حيث بدأ الإعلان عنه في سبتمبر، وأفرز اختيار 4 مواهب من الشباب الكويتيين ذوي خلفيات وأعمار مختلفة، ثم بدأت ورش العمل في أكتوبر، ولمدة 6 أسابيع.

Ad

وتعلَّم المشاركون خلال الورشة كيفية تطوير فكرة، حتى كتابة سيناريو كامل وبشكل احترافي قدمتها ستيفاني خوري- متخصصة من لبنان، ثم تلتها ورشة عمل تناولت التعرف على قواعد الإخراج السينمائي والتطبيق بشكل عملي قدَّمها رواد قنصون- متخصص من لبنان، ثم التعرف على كيفية إنتاج فيلم مستقل بتكاليف بسيطة قدمتها ديما الأنصاري- مخرجة ومنتجة كويتية، كما أشرفت على إنتاج مخيم صناعة الأفلام، وفن المونتاج (التركيب، أو التحرير)، حيث إعادة ترتيب المشاهد، واختيار أفضلها، وحذف غير الجيد منها، قدَّمها طارق العسكر وعبدالعزيز صفر- المتخصصان في أكاديمية لابا، وإشراف عام الإعلامية نادية أحمد، التي أشرفت على مراقبة جودة الأداء.

وترجم المشاركون ما تعلموه بورش العمل في افتتاح أول يوم من أيام المهرجان في 1 ديسمبر 2019، وقدموا 4 عروض من الأفلام الروائية والوثائقية التي شهدت منافسة حامية بينهم، حيث تنوَّعت أعمالهم بين الدراما الاجتماعية، على غرار فيلم "طلبت" للمشارك فهد السهلي، الذي سلَّط الضوء حول نظرة المجتمع للمرأة من وجهة نظر شبابية، وفيلم الفكاهة السوداء الساخر (تهادوا تحابوا) للمشارك حسين خلفان، الذي تناول إشكالية صراع الحداثة مع التقليد، وقضية "نحن والآخر" في مجال الإبداع والفن، وإلقاء الضوء على التدخلات الرقابية، التي تحد وتحجم الإبداع.

الرعب

في فيلم الرعب "القايلة"، للمخرج الصاعد الشاب عبدالله الحنيان، الذي تأثر بأفكار المخرج الأسترالي من أصل ماليزي وصيني جميس ونغ، والمعروف بإخراجه لسلسلة من أفلام الرعب، مثل: "سو" وغيرها، عرض عبدالله قصة حمارة القايلة، المأخوذة من التراث والفلكور الكويتي، على غرار أفلام الرعب العالمية، حيث يرى - من وجهة نظره - ضرورة تحويل الأساطير والموروث العربي والكويتي إلى حكايات عالمية تتناقلها جميع دول العالم، مثل قصة "روبين هود"، وبالتالي نستطيع إيصال موروثنا الثقافي والفني والفلكلوري إلى العالمية.

الديرة

وهناك الفيلم الوثائقي "الديرة"، للمشاركة الكويتية زينب البقشي، الذي يحمل السيرة الذاتية لها، وعلاقتها الشخصية بالديرة، ومدى إحساسها وإعادة اكتشافها لكويت الماضي والحاضر "رؤية فلسفية" تحمل قراءة التاريخ وعصرنته، فاستخدمت الكاميرا بطريقة مغايرة، لتستنبط وتستلهم عناصر الفن التشكيلي، باعتباره شاهدا على العصر وذاكرة التاريخ ورافدا من روافد الهوية الثقافية والإبداع يوثق رحلة الأجيال داخل الكويت التي تملأ الحياة بنفحات فنها.

وفي نهاية العروض تم اختيار فيلم "القايلة" للمستوى الأول، وفيلم "تهادوا وتحابوا" للمستوى الثاني، بناءً على تصويت واختيار المشاهدين والمتابعين، وسيتم عرضهما مرة أخرى في الحفل الختامي للمهرجان اليوم، للتصويت على الأفضل من خلال الجمهور.

من جهتها، علَّقت الناقدة ليلى أحمد، التي حضرت العروض الأربعة بدعوة من الأكاديمية، وقالت إن تبني "لابا" لتجارب شبابية سينمائية واختيار شباب ليس لديهم تجارب غير مسبوقة وغير مطروقة، بانتظار طريق ممهد يجعلها تحتل الصدارة بين نظرائها.

مرجعية سينمائية

وأوضحت أن الشباب المشاركين ليس لديهم مرجعية سينمائية وغير دارسين، لكنهم بذلوا جهدا بقدر الإمكان، وبأدوات وكاميرات وإضاءات بسيطة، لذلك هم لايزالون يحتاجون إلى بذل جهد أكبر، لتحقيق دلالات وجماليات الأبعاد الفنية داخل القصة، حيث افتقدت العروض الأربعة للموسيقى التصويرية وعناصر الفن، لذلك يحتاجون لمراعاة نقدية تسير في خط متوازٍ، لمعرفة نقاط القوة والضعف، ومدى تطورهم.

وتابعت: "إن الفن مواكب للنقد، وكما درسنا أن الإبداع هو طائر ذو جناحين، هما الفن والنقد، ليستطيع التحليق إلى أعلى مستوياته".

وأعربت عن سعادتها بمغامرة وجرأة الشباب، واقتحامهم مناطق الفن والإبداع، خصوصا فيلم "القايلة"، حيث أعطى مخرجه رمزية للمكان.

عناصر الإبداع

بدورها، صرَّحت المخرجة والمنتجة الكويتية ديما الأنصاري من "لوياك- لبنان"، بأن أكاديمية لابا، بالتعاون "لوياك- لبنان" أعطوا فرصة للشباب الهواة الذين شعروا بموهبتهم وقدرتهم على صناعة وإنتاج الأفلام، لاسيما أن هذه المواهب تمتلك عناصر الإبداع والتميز، ولا ينقصها سوى الدعم والتشجيع، لتأخذ العلامة الكاملة في اختبار الطاقة الكامنة، سواء كان هؤلاء الموهوبون كُتابا أو مخرجين أو فنانين أو فنيين.

وأكدت أن مهرجان "فاد" للفنون منح الشباب فرصة أيضاً للاستفادة من خبرات الاختصاصيين وتجاربهم، فالحقيقة هي أن "لكل شيء بدايات تحفز على ظهوره ونموه، ونحن مطالبون بإيجاد هذه البدايات، وليس فقط انتظار ظهورها من العدم، وهذا دور أكاديمية لابا، بكل ما تقدمه من برامج وأنشطة فنية تسهم في إثراء الحركة الفنية والثقافية بالكويت".