لم تسترح القوى السياسية في الساعات الماضية، فبقيت منشغلة بلقاءات واتصالات تدور حول شكل وجوهر الحكومة العتيدة. وحمل الاسم المطروح لتولي مهمة التكليف سمير الخطيب رسائل بين القوى السياسية، تتضمن أسئلة وأجوبة، على خط بيت الوسط-الرابية. وشهد يوم أمس حركة سياسية مكوكية، فبعد زيارة الخطيب لقصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، ثم لقائه رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، زار رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، بعد الحديث عن قطيعة بين الحليفين.

وقال جنبلاط بعد اللقاء: «مرت فترة انقطاع عن الرئيس بري، نتيجة الظروف التي شهدناها ونشهدها في البلد، لكن أحببت ان أزوره كي أؤكد على العلاقة التاريخية والصداقة معه، وكي لا يفسر الانقطاع أنه خلاف سياسي او غيره، تعلمون اليوم الكم الهائل من الشائعات والتفسيرات والتأويلات، هذا هو كل الأمر».

Ad

وردا على سؤال عما اذا كان الخطيب لا يزال مرشحا لتأليف الحكومة، أجاب جنبلاط: «لست أنا من يرشح الخطيب أو لا، الدستور من يرشح، ويجب العودة الى الدستور. إذا لم اكن مخطئا، فكل ما يحصل اليوم هو مخالف للدستور، يجب ان تحصل الاستشارات؛ عندها نسميه أو لا نسميه. هناك أصول على الاقل».

وعن مشاركة الحزب «الاشتراكي» في الحكومة قال: «الحزب كحزب كلا، لكن نسمي لأنه معروف ان حصتنا ستكون من حصة الدروز، وسوف نسمي من الكفاءات الدرزية ونعطي لائحة وبعدها يختارها، إما الحريري او الخطيب أو لا أعرف مَن».

وأشارت مصادر سياسية متابعة الى أن «خرقاً إيجابياً تحقق في الساعات الأخيرة في الملف الحكومي، تنتج عنه دعوة الى استشارات نيابية خلال الايام المقبلة»، كاشفة أن الخطيب كان رافق المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى قصر بعبدا، أمس، حيث التقيا صباحاً رئيس الجمهورية».

وأضافت المصادر أن «الموقف الذي سيدلي به باسيل خلال الساعات المقبلة هو المؤشر الذي سيحدد مسار الأمور». وتابعت: «رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لن يعطي موقفه من دعم الخطيب إلا بعد الدعوة رسمياً الى استشارات نيابية، على أن يكون موقفه إيجابياً في هذه الحالة».

وختمت: «بدا الموقف الذي أدلى به جنبلاط من عين التينة مؤشراً الى حلحلة حكومية، حيث أكد أن الحزب لن يشارك بوزراء في الحكومة، ولكنه سيسمي كفاءات درزية، ما يُعتبر دلالةً على مشاركة جنبلاطية غير رسمية».

إلى ذلك، أكد الرئيس عون بعد لقائه رئيس جمعية المصارف في لبنان سليم صفير، أمس، أن «الايام المقبلة ستحمل تطورات ايجابية».

في موازاة ذلك، قال مسؤولون في الكونغرس ووزارة الخارجية الأميركية إن «إدارة الرئيس دونالد ترامب رفعت الحظر عن مساعدات أمنية للبنان تزيد قيمتها على 100 مليون دولار»، وذلك بعد أكثر من شهر من إعلام أعضاء الكونغرس بحجبها. وأكد المسؤول الكبير في وزارة الخارجية، أمس الأول، أن «الجيش اللبناني شريك رائع للولايات المتحدة في التصدي للتطرف».