حقا أنا والكثيرون من أبناء شعبي الكريم لا نرضى أن يمس هذا الوطن الغالي بكلمه واحدة، لا سيما أننا في رخاء ورفاهية لا تقدر بثمن مقارنة بدول العالم أجمع، فالحمدلله أولاً وأخيراً على كل النعم، والكل يتمنى أن يكون مكاننا، والكل يتمنى أن يعيش في بلادنا.

نحن ككويتيين لا نقبل أي نوع من الفساد الذي يتفشى في أماكن عدة في وطننا، والذي أصبح كالآفة التي تفتك بمن تصيبه، وأول الفساد الوساطة، أو ما يسمى "فيتامين واو"، فهو أكثر ما يهلك الوطن، لأنه يتجاوز المستحقين لأي مكان أو فرصة أو وظيفة مرموقة، فتدخل الطائفية والقبلية والحزبية لتهدم مستقبل الكثير من المجتهدين.

Ad

ومحاربة الفساد تحتاج تعقلا ودراية، فمجموعة دخول المجلس كان شبابها من دعاة مبدأ المحافظة على أملاك الدولة ومصلحتها ومنع انتشار الفساد، إلا أنهم أخفقوا في طريقة التعبير واختيار ما يناسب هذا الأمر حقاً، فالفوضى والخطابات الباطلة والتعديات على المنشآت العامة تخلو من أي مصلحة للوطن، بل تنشر الفوضى في الشوارع وتبعث الخوف لدى المواطنين.

انتهى هذا الموضوع وتبين المذنب من البريء، وعند الاعتراف بالخطأ والاعتذار عما فُعل جاء العفو مكرمة من صاحب السمو حفظه الله، فأميرنا صاحب قلب كبير وأمير الإنسانية والعفو والرحمة، وعفا عن الذين اعتذروا منهم ويتوقع العفو عن البقية الغائبة عن الوطن، فلا كرامة إلا بوجود الإنسان في بلده، وعزه الدائم، هذا البلد الغالي لا يريد منا إلا الإخلاص والولاء والوفاء له في جميع أوقاته، فكم هو غال تراب هذا الوطن.

ونحن الكويتيين محظوظون بحكامنا الكرام وبحبهم لنا وعدالتهم وتواضعهم معنا، وإننا نُحسد على ما نملك من امتيازات تميزنا عن الآخرين، حفظ الله الشيخ صباح الأحمد الصباح ورعاه، وحفظ الكويت وشعبها وأبعدها عن الفتن والفساد وشر الأعداء.