أكد مساعد وزير الخارجية الصيني تشن شاودونغ في كلمته الافتتاحية لمنتدى الامن في الشرق الأوسط بعنوان «أمن الشرق الأوسط في ظل الوضع الجديد: التحديات والحلول» بمشاركة عدد من المسؤولين والدبلوماسيين والخبراء من الدول المعنية، تطلع بلاده الى تحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط عبر تحملها المسؤولية إزاء قضايا وأوضاع المنطقة.وقال ان الشرق الأوسط يعد «جزءا حيويا» للتواصل والتفاعل بين الصين والعالم حيث ظلت بكين تهتم كثيرا بالمنطقة وتشارك بالنشاط في شؤونها وتعمل على تعميق علاقاتها مع دول المنطقة وتوسيع التعاون القائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بما يعود بالخير على شعوب الجانبين.وأضاف شاودونغ ان «منطقة الشرق الأوسط مازالت تعيش وضعا مضطربا حيث تتعاقب القضايا الساخنة وتتقلب الأوضاع السياسية في عدة دول في المنطقة ومازال المأزق الأمني موجودا فيها». وذكر ان الوضع في الخليج يشهد توترا مستمرا ويزداد خطر النزاعات في المنطقة بيد ان القضية الفلسطينية تتعرض كذلك لخطر الانحراف عن مسار «حل الدولتين» وتشتد الخلافات بين الجانبين وتستمر الأزمات في سورية وليبيا واليمن دون حل وتتربص قوى الإرهاب والتطرف للعودة إلى المنطقة.ووصف القضية الفلسطينية بانها «قضية جذرية» تهم سلام الشرق الأوسط ويعد حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام «تجسيدا لمفهوم للعدالة والإنصاف ويجب التمسك به».وقال انه في ظل الوضع المعقد والمتغير في الشرق الأوسط فان تقف الصين دائما إلى جانب دول الشرق الأوسط وشعوبها وتبذل جهودا دؤوبة للدفاع عن العدالة والإنصاف وصيانة السلام والاستقرار في المنطقة لاسيما في سورية وفلسطين وليبيا وغيرها.وأعرب عن الامل ان يكون المنتدى فرصة ومنصة لكافة الأطراف لإيجاد أفكار جديدة وسبل جديدة للحوكمة الأمنية في الشرق الأوسط مع اتخاذ العدالة والانصاف والتعددية والتنمية المشتركة ومكافحة الإرهاب وإقامة منظومة للامن المشترك لتعزيز امن الشرق الأوسط.من جانبه، قال رئيس وزراء العراق الأسبق إياد علاوي في كلمة مماثلة إن الصين تناصر دائما القضايا العربية، مضيفا أن منطقة الشرق الأوسط تمر بأوضاع استثنائية وخطيرة لاسيما مع تصاعد وتنامي الإرهاب عالميا.وحذر علاوي في كلمة مماثلة امام المنتدى من الخلايا الإرهابية النائمة باعتبارها المشكلة الكبرى التي تهدد المنطقة الى جانب مشكلة النزوح الجماعي والتغيير الديموغرافي بسبب التوترات في المنطقة.وأشاد بالمسؤوليات التي تتحملها دول عربية مثل مصر والأردن ولبنان فيما يتعلق بملف إيواء اللاجئين رغم الأعباء الكبيرة على كاهل المؤسسات الخدمية لهذه الدول وعدم وجود داعم لها في هذا المجال.وأوضح علاوي أن هناك تدخلات في المنطقة لبعض الدول سواء بهدف الهيمنة أو التوسع وأنه يجب إيقاف ذلك، معتبرا ان أن الموقف الأميركي المنحاز إلى إسرائيل يزيد حدة تأزم القضية الفلسطينية، وأنه إذا ما لم يتم التوصل إلى حل للقضية ستكون هناك بؤرة من بؤر التوتر الشديدة في المنطقة والعالم الإسلامي وسط مخاطر باستغلال الإرهابيين ذلك وتوظيفه لتجنيد الكثير من العناصر الإرهابية.واعتبر أن الحل لقضايا المنطقة يكمن في التنمية وتعزيز لغة الحوار وتعزيز الشعور بالمواطنة لحل النزاعات الإقليمية، داعيا الى عقد مؤتمر برعاية مجلس الأمن يضم إيران وتركيا وإثيوبيا والدول العربية للتأكيد على مبادئ عدم التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون الدول وتسوية المشاكل بين الدول.وبدوره، قال رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل في كلمته في المنتدى إن محاولات إيران توسيع نفوذها في المنطقة تشكل تهديدا ليس للمنطقة فقط ولكن للاستقرار والأمن العالمي.وأضاف أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة وأن الخطر الإيراني حقيقي سواء في سعي إيران للهيمنة السياسية أو محاولتها نشر أفكارها الطائفية وتصديرها لدول المنطقة أو محاولة امتلاكها قنبلة أو سلاحا نوويا.وبين أن الاعتداءات الأخيرة على منشأتي نفط تابعتين لشركة (أرامكو) السعودية جسدت صورة كاشفة لسلوك إيران التي تسعى لتعزيز عدم الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة.ولفت الفيصل الى أن هناك تهديدات مباشرة لأمن المنطقة تتمثل في الطموح الإيراني ومحاولات السيطرة على مقدرات المنطقة والذي ظهر منذ الثورة في عام 1979 ومحاولات إضعاف النظام الإقليمي العربي والصراع العربي - الإسرائيلي وتفاقم ظاهرة الحركات الإرهابية في المنطقة.شارك في المنتدى من الكويت مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير علي السعيد، وسفير الكويت لدى الصين سميح حيات، ورئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر، ومدير برنامج ماجستير الاقتصاد بجامعة الكويت والعميد المساعد بكلية العلوم الإدارية د. أنور الشريعان، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.
محليات
«الخارجية الصينية»: الشرق الأوسط جزء حيوي لتفاعل بكين والعالم
28-11-2019