"يوم البحار" مكان عائلي مريح تجتمع فيه الأسر والأطفال من كل شرائح المجتمع المواطنين والوافدين، وهو متنفس جميل فعلاً، ويمكنك مع أسرتك وأصدقائك وضيوفك من خارج الكويت أن تقضي فيه وقتاً ممتعاً وسط أجواء شعبية تعود بك للماضي البسيط من خلال إط لالة الموقع على البحر وتصميمه التراثي المميز والخدمات الميسرة التي تتوافر لزواره على مدار اليوم.

للأسف وزارة الإعلام وكعادتها في "التخنبق" خرّبت يوم البحار، وأفقدته قيمته الشعبية والاجتماعية عندما أنهت وجود خدمات وزارة الشؤون (الضيافة والشاي والقهوة والمأكولات الخفيفة) التي تقدم لرواد هذا المتنزه الشاطئي من أكثر من سنة، ولم توفر الإعلام بديلاً مناسباً حتى الآن مما جعل الناس تترك هذا الموقع وتهجره شيئاً فشيئاً رغم منافعه العائلية الواضحة.

Ad

‏لا أعرف تفاصيل قرار وزارة الإعلام بإنهاء خدمات الضيافة البسيطة والمأكولات الشعبية لرواد يوم البحار، ولكنني أرى بكل وضوح السياسة الغامضة والكريهة في هدم كل مرافق الترفيه الحكومية العائلية الناجحة في البلد، وإهمالها وتحويل ملكيتها إلى قطاع خاص وشركات ربحية، ليتم محاصرة المواطن والمقيم في حركته اليومية ومضايقة الأسر في البحث عن مرافق السياحة الداخلية لأفراد العائلة بمختلف أعمارهم، وما تعطيل المدينة الترفيهية وحديقة الشعب وهدم صالة التزلج وسوء خدمات أبراج الكويت، وافتعال أزمة تأجير محلات سوق المباركية، وتقليص الساحات المفتوحة وسط الديرة لمصلحة العمارات ومربعات الإسمنت، وتغطية الواجهة البحرية بالمطاعم والمقاهي، وإهمال الشواطئ المفتوحة والفشل الذريع لشركة المشروعات السياحية، إلا دليل على هذه السياسة الكريهة المريبة أهدافها، فمن يفكر للحكومة ومن يضع لها أهدافها الاجتماعية، ومن يرشدها للاهتمام بالسياحة الداخلية وبتوفير الأماكن العائلية المناسبة للأسر باختلاف مشاربها وإمكاناتها الاقتصادية؟ نوجه رسالة للحكومة القادمة ولوزير الإعلام المقبل بإعادة النظر في توفير وتوسيع وتطوير الخدمات الرمزية والمناسبة لرواد المقاهي الشعبية جميعها، وإعادة إحياء النشاط في مقهى "يوم البحار"، وكفاكم تفكيراً بالربحية والأموال وخدمة الشركات على حساب الحياة اليومية والمتنفس الطبيعي لحياة الناس في الكويت. والله الموفق.

إضاءة: إلى هيئة الزراعة والهيئة العامة للبيئة ومعهد الأبحاث: رجاءً استعجال اتخاذ قرار بإزالة شجرة الكوناكاربس المضرة بالبنى التحتية من جميع المناطق السكنية لخطورتها من هذا الجانب، والتوقف عن استيرادها وبيعها وزراعتها، واستبدالها بأشجار مثمرة وأكثر فائدة كالأشجار المعمرة في الكويت (السدرة والأثل).