شهدت قاعة المقهى الثقافي بصالة 6، بمعرض الكويت الدولي للكتاب وضمن النشاط المصاحب له، ندوة بعنوان "التاريخ الثقافي المشترك بين الكويت والإمارات العربية المتحدة"، شارك فيها كل من الكاتب والروائي ناصر الظاهري، والكاتب والروائي سلطان العميمي، وأدارتها د. نرمين الحوطي بحضور نخبة من المثقفين والأدباء ولفيف من جمهور المعرض.

في البداية، رحبت الحوطي بضيفي الكويت في بلدهم الثاني، مؤكدة عمق العلاقات التاريخية بين الكويت والإمارات، خاصة في المجالات الفنية والثقافية المتشعبة والمتنوعة.

Ad

بدوره، وجه الظاهري الشكر للكويت وإدارة المعرض على منحه الفرصة للحديث في هذا المحفل عائدا بذاكرته إلى أيام الطفولة وكيف تعرف على الكويت من خلال الطوابع البريدية، التي كان يحصل عليها من مكب مكتب بريدي قريب منهم، كما تعرف عليها من خلال المنهج الدراسي، إذ كان يدرس في فترة الطفولة المنهج الأردني والمنهج الكويتي، فلم يكن للإمارات منهج خاص بها، فكان جزء من تعليمه مستمدا من المنهج الكويتي، وجاءت المرحلة الثالثة في التعرف على الكويت من خلال مجلة العربي.

وأشار إلى أن الفن لم يكن محصورا في التلفزيون والمسرح، بل كان هناك إماراتيون يعيشون في الكويت ويقدمون إبداعاتهم مثل الكاتب عبدالرحمن الصالح الذي كتب الفيلم الشهير الذي جاب المهرجانات "بس يا بحر" من إخراج خالد الصديق ومسلسل " حبابة"، الذي اشتهرت به الراحلة مريم الغضبان.

من جهته، أكد الكاتب والأديب سلطان العميمي أنه لا يمكن الفصل بين الجوانب الفنية والثقافية بسبب التداخل الشديد بينهما في الشعر والأغنية والإعلام والدراما والمسرح وشعراء النبط، وهذه الفئة الأخيرة تأثرت كثيرا بشعراء الكويت.

وأضاف العميمي أن الشاعر الإماراتي سالم الجمري عاش فترة من حياته في الكويت، ووثقها في قصيدة يندب فيها حظه بعد أن أيقن صعوبة تحقيق أحلامه وآماله وطموحاته بسرعة، وانتشرت القصيدة فرد عليه الشاعر ياقوت بن سيف، مشيرا إلى أن الشاعر راشد الخضر عاش أيضا في الكويت فترة طويلة، واطلع على قصائد شعراء النبط والأغاني الشعبية، لافتا إلى الأمثال الشعبية المشتركة بين الإمارات والكويت وضرورة الاهتمام بهذه المواد والمفردات المشتركة.

وأكد العميمي استفادة الإمارات من الدراما والمسرح الكويتي، وأن مسلسل "اشحفان"، أشرف عليه صقر الرشود، ومسلسل الغوص شارك فيه خالد النفيسي ومريم الصالح مع عدد من الفنانين الإماراتيين.

وذكر العميمي أن عبدالله النويس ساهم في نقل الأغنية من الكويت للإمارات وأن ليلى عبدالعزيز اطلعت على الفنون الإماراتية والأشعار، والتقت الفنانين ومنهم جابر جاسم، مؤكدا اعتزازه بما قدمه الفنانون الكويتيون للفنانين الإماراتيين وما بينهما من تاريخ مشترك.

حسن أوريد

ومن الفعاليات أيضا، أقيمت ندوة للأكاديمي والروائي المغربي حسن أوريد، بعنوان "أزمة الثقافة في ضوء التحولات الدولية"، أدارتها رزان المرشد، وحضرها الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. عيسى الأنصاري وجمع من المهتمين.

وقدمت المرشد المحاضر، وقالت: "يشرفنا أن نفتتح الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب مع المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد، أستاذ العلوم السياسية في الرباط، الذي لديه أكثر من عشرين إصدارا فكريا وأدبيا، ومن هذه الإصدارات كتاب "أفول الغرب"، الصادر عن المركز الثقافي العربي، وقد عرف بلغته العربية المتقنة، وترجماته التي تشكل إضافة للمكتبة العربية.

بدوره ، استهل أوريد محاضرته بالتعبير عن شكره وامتنانه للمشاركة في معرض الكتاب في الكويت، وقال: "لا بد هنا أن أقول كلمة صدق في حق ما تقوم به الكويت في مجال الثقافة. أذكر وأنا صغير أنني كنت مواظبا على قراءة مجلة العربي، وهي من الإصدارات التي حرصت على اقتنائها وعلى إصدارات عالم الفكر، وعالم المعرفة، فلابد أن أعبر عن ديني لدولة الكويت لما تقوم به من دعم للثقافة في العالم العربي".

وعن أزمة المثقف والثقافة، أوضح: "نحن نعيش فترة جديدة تغلق قوس سقوط حائط برلين، وقبل أسبوعين عاش العالم الذكرى الثلاثين لسقوط حائط برلين، وكانت مناسبة لطرح قضايا عدة سياسية وفكرية، وكان من الأمور المهمة صدور كتاب بالإنكليزية لمفكرين أميركيين بعنوان "النور الذي أخفق"، في إشارة إلى طبيعة المرحلة التي أعقبت سقوط حائط برلين، ولا بد أن نستحضر هنا مقالاً تطور إلى كتاب للمفكر الأميركي فرانسسيكو فرانسيس فوكوياما بعنوان "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، وكان من الأشياء التي قالها فوكوياما موظفا نظرية نهاية التاريخ هو تجاوز الفلسفة والأدب، واعتبر أنه لم تعد هناك حاجة للمثقف الذي يطرح قضايا، لافتا، إلى أن دور المثقف توارى في العالم بأسره لا في العالم العربي فقط.

الأعمال الأدبية

وعما إذا كانت الأعمال الأدبية قادرة على طرح قضايا فكرية بشكل سلس، خصوصا في ظل مبيعاتها العالية حاليا، أجاب أوريد: "دراستي في الأساس كانت في الجامعات الغربية، وعندما كتبت روايتي (رواء مكة) كانت أقرب الى المصالحة مع حضارتي، أخذت من ماء زمزم وشربت لأقول إنني مسلم أنتمي الى حضارة، ويسرني أن كتابي لقي اقبالا كبيرا".

وتابع: "في روايتي (رباط المتنبي) حاولت من خلال شخصية المتنبي أن أجسد عالم الثقافة العربية وأضعه بين يدي القارئ".