في حين تحاصر المشاكل إيران التي تشهد اضطرابات وتظاهرات داخلية وحركة احتجاجية غير مسبوقة تهدد نفوذها في دولتين عربيتين، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز طهران إلى أن تختار جانب الحكمة، وتدرك أنها أمام خيارات جدية ستتحمل تبعاتها.

وقال الملك، في كلمة أمام مجلس الشورى بالرياض أمس: «نأمل أن يدرك النظام الإيراني، أنه لا سبيل له لتجاوز الموقف الدولي الرافض لممارساته إلا بترك فكره التوسعي والتخريبي، الذي ألحق الضرر بشعبه قبل غيره من الشعوب».

Ad

وأضاف: «لقد عانت المملكة من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه، التي وصلت أخيراً إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص السلام والأمن بالمنطقة».

وأشار الملك مجدداً إلى أن «أسلحة إيرانية استُخدِمت في الهجمات على منشآت أرامكو»، لكنه أكد أن «المملكة لا تنشد الحرب، لأن يدها التي كانت دائماً ممتدة للسلام أسمى من أن تلحق الضرر بأحد، إلا أنها على أهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان».

وبعد أسبوعين من رعايته لاتفاق تاريخي بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الرياض، أكد العاهل السعودي أن المملكة تسعى إلى تسوية سياسية في اليمن، وتأمل أن يفتح «اتفاق الرياض» الباب أمام محادثات سلام أوسع بين المكونات اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث.

وشدد على أن «السياسة النفطية للمملكة تستهدف استقرار أسواق النفط العالمية، وتخدم المنتجين والمستهلكين على السواء وتهدف إلى تحقيق أمن وموثوقية إمدادات النفط».

وقال إن «السعودية حققت إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية، وإنها مستمرة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر رؤية 2030».

إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن العدد الإجمالي للقوات المسلحة الأميركية التي سيتم نشرها في السعودية سيقارب ثلاثة آلاف فرد، وأن القوات المتبقية ستصل في الأسابيع المقبلة؛ لحماية المملكة من الأعمال العدائية التي تقوم بها إيران والميليشيات الموالية لها بالمنطقة.

في غضون ذلك، أعلنت «البنتاغون» أن حاملة الطائرات الأميركية «أبراهام لينكولن» والمجموعة المرافقة لها عبرت مضيق هرمز لإظهار التزام واشنطن بحرية الملاحة أمس.

وهذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها مجموعة حاملة طائرات أميركية المضيق، منذ أن أسقطت إيران طائرة أميركية مسيّرة بالمنطقة في يونيو الماضي.