عادت الحياة إلى طبيعتها إلى حد كبير في العاصمة اللبنانية بيروت، مع عودة الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وفتح المصارف أبوابها لليوم الثاني، بعد إقفال أكثر من أسبوع. ويحتفل اللبنانيون غداً بالذكرى الـ 76 على استقلاله بعرض لا يشبه أيًّا من العروض السابقة.

ففي كل عام تفترش عناصر السلك العسكري والأمني الطرقات في وسط بيروت تحضيراً للعرض العسكري، الذي غالباً ما ينتهي بتقبّل رئيس الجمهورية، إلى جانب رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، التهاني على هذه المناسبة، إلا أن لبنان على موعد مع احتفالين هذه السنة؛ الأول شعبي في ساحات الاعتصام، والثاني عسكري رسمي في وزارة الدفاع باليرزة.

Ad

عسكرياً، أعلنت قيادة الجيش أنها ستحيي العرض العسكري في جادة نديم الحكيم في اليرزة، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. وعُلم أن حفل الاستقبال السنوي في قصر بعبدا لتقبّل التهاني بالمناسبة لن يقام هذا العام.

أما شعبياً، فالتحضيرات على قدم وساق للاحتفال بالعيد بطريقة مختلفة عن كل السنوات الماضية، إذ ستغصّ الساحات بالمتظاهرين الحاملين مشعل الحرية، والمطالبين بلبنان جديد مستقل عن الفساد والمحاصصة والطائفية، وستصدح ساحات الاعتصام من ساحة النور في طرابلس مروراً برياض الصلح، وصولاً الى ساحة ايليا في صيدا بالأغاني الوطنية. وتحت شعار «كلنا يعني كلنا»، دعا «الثوار» اللبنانيين للمشاركة في العرض المدني الذي سيقام في «ساحة الشهداء».

إلى ذلك، أعلنت الرئاسة اللبنانية، أن الرئيس العماد ميشال عون سيوجه كلمة متلفزة إلى اللبنانيين اليوم بمناسبة عيد الاستقلال. وكانت آخر مقابلة متلفزة لعون تسببت في تظاهرات حاشدة أغلقت على اثرها الطرقات من شمال لبنان إلى جنوبه بعد أيام على قيام الجيش بفتحها.

وقفة احتجاجية

وكانت بيروت قد شهدت وقفة احتجاجية لعدد من المواطنين أمام وزارة الشؤون الاجتماعية، وهم من موظفي ما يعرف بـ «مشروع الاستجابة للأزمة السورية للمطالبة بمستحقاتهم» التي لم يحصلوا عليها منذ أشهر.

وفي الجنوب، جابت مسيرة طلابية شوارع مدينة صيدا باتجاه عدد من المرافق العامة، وتوقف الطلاب أمام «مؤسسة كهرباء لبنان» داعين إلى مواصلة التحرك، ثم أكملوا مسيرتهم باتجاه ساحة إيليا.

وفي الشمال، جاب بعض المتظاهرين شوارع مدينة طرابلس منذ الصباح الباكر وعمدوا إلى التجمهر أمام الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة والمدارس، وطالبوا إدارات المدارس بالإقفال، كما حضّوا موظفي المؤسسات العامة على ترك مكاتبهم.

بري

إلى ذلك، نقل عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي عن بري قوله إن «الخاسر الأكبر» من تأجيل جلسة البرلمان الثلاثاء «كانت الفتنة، والرابح الأكبر كان لبنان والسّلم الأهلي»، مشيرا الى أن «الرهان كان على تعميم الفراغ الذي حذّرنا منه مراراً وتكراراً».

وقال بزي نقلا عن بري خلال «لقاء الأربعاء النيابي»، أمس، «بغضّ النظر عن الذي حصل، فإن الأهم أنه لم تسقط نقطة دماء واحدة، وكان المطلوب في الغرف السوداء التخطيط لإراقة الدماء، وهذا ما لا نقبله، والأولوية كانت وستبقى لبنان والسلم الأهلي».

ولفت بزي الى أن بري، أكّد «تفعيل عمل المطبخ التشريعي من خلال عمل اللجان النيابية، وخصوصا لجنة المال والموازنة من أجل إقرار موازنة 2020، وأشار الى أن مجلس النواب هو بمنزلة الأم التي تحافظ على أبنائها».

الإفراج عن المعتقلين

في موازاة ذلك، أعلنت السلطات، صباح أمس، الإفراج عن جميع الأشخاص الذين يتم توقيفهم في «ثكنة الحلو»، مساء أمس الأول، إثر اشتباكات بين المحتجين وقوى الأمن في ساحة رياض الصلح. وكان نقيب المحامين المنتخب حديثا، ملحم خلف، قد تدخّل شخصيا للمساعدة في الإفراج عن الموقوفين، مطالبا بإطلاقهم، حيث حضر إلى «ثكنة الحلو»، وهو ما لاقى قبولا شعبيا وتضامنا من مختلف المناطق. وبينما أوردت وسائل إعلام رسمية أن توقيف المتظاهرين جاء نتيجة مواجهات بينهم وقوى الأمن، انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي نقلا عن ناشطين كانوا في ساحة التظاهر تشير إلى تعرّض المتظاهرين للضرب والعنف بطريقة غير مسبوقة، مما أدى إلى سقوط عدد من المصابين في صفوفهم.

وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ​علي عمار،​ على هامش لقاء الأربعاء النيابي في ​عين التينة​، تعليقاً على ما حصل أمام ​مجلس النواب​، الى «اننا رأينا ضباطا وجنودا يتفرجون على نواب الأمة وهم يهانون على الحواجز من دون أن يحركوا ساكنا، وخصوصا بعدما وعد قائد ​الجيش​ جوزيف عون أنه بقدر ما سيحمي المتظاهرين سيكون ​حريصا​ على حماية حق التنقل، لكن للأسف، ما شهدناه هو شكل من أشكال الريبة».

وأعلنت الوكالة الوطنية، أن المدعي العام المالي ادّعى على وزراء الاتصالات السابقين وهم نقولا الصحناوي، وبطرس حرب، وجمال الجراح.