من أجل تسليط الضوء على كتب المؤلفين الكويتيين المتميزين، اختارت مكتبة الكويت الوطنية ضمن ندوتها الشهرية «كتاب الشهر» كتاب «عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح: التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في دولة الكويت (1945 – 1965)، للمؤلفة عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الكويت د. نور محمد الحبشي، وأدار هذه الندوة إبراهيم الظفيري.

Ad

مرحلة مهمة

واستهلت د. الحبشي الندوة بتوضيح أن موضوع هذا الكتاب على جانب كبير من الأهمية، لكنه لم يحظ باهتمام كاف من الباحثين، لدراسة مرحلة مهمة من تاريخ الكويت المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945، وحتى نهاية حكم الشيخ عبد الله السالم الصباح التي تعد علامة فارقة في تاريخ الكويت.

المجتمع الكويتي

وقدمت الحبشي تمهيدا عن تاريخ المجتمع الكويتي من الحماية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، مبينة أن الأخطار كانت تحدق بالكويت إبان حكم الشيخ مبارك الصباح (1896-1915) وتحديدا عام 1898، إذ تردد خلالها ان الروس يزمعون تأسيس ميناء أو محطة فحم في الكويت.

وأشارت إلى أنه في هذا الوقت كان الألمان يسعون بدورهم لدى الباب العالي العثماني للحصول على امتياز سكة حديد برلين – بغداد، وبناء على ذلك أخذت الدولة العثمانية تشدد تجاه الكويت، في الوقت نفسه حسمت بريطانيا موقفها وقبلت طلب الشيخ مبارك هذه المرة بشأن حماية بريطانيا للكويت، رغم أنه طلب منها ذلك سابقا إلا أن الظروف والمعطيات على أرض الواقع فرضت ذلك، وبالفعل يعد قرار الشيخ مبارك بطلب الحماية من بريطانيا عام 1899م قراراً سياسيا كانت له تبعاته اللاحقة فيما بعد.

خمسة فصول

وذكرت الحبشي أن الكتاب يقع في خمسة فصول، الأول بعنوان «تطور المشاركة السياسية في الكويت من 1945 إلى 1965»، وتضمن إجراءات وضع الدستور عام 1962، وانتخابات أول مجلس أمة كويتي 1963، والقضايا التي ناقشها مجلس الأمة الكويتي 1963 - 1965، والأزمة الدستورية الأولى 1964.

وبينت أن الفصل الثاني يشتمل على الاقتصاد التقليدي قبل النفط، وتطور اقتصاد البلاد في قطاع النفط، بينما يتناول الفصل الثالث «التطور الاجتماعي في الكويت 1945-1965، والسكان والتطور الاجتماعي، والسياسية التعليمية والأندية الثقافية، والمؤسسات الثقافية (الديوانية، المسرح، الإذاعة، السينما)، إلى جانب التطور في المجال الصحي.

وأضافت الحبشي أن الفصل الرابع يشتمل على إلغاء معاهدة الحماية 1899، واتفاقية الصداقة الكويتية – البريطانية 1961، والشيخ عبد الله السالم وخلق موقف عربي ودولي مضاد للادعاءات العراقية، أما الفصل الأخير فيدور حول «الكويت والتحالفات الإقليمية والقضايا العربية 1950- 1965» فضلاً عن اشتماله على التحالفات الإقليمية.

سابقة خليجية

وأوضحت د. الحبشي أن التطور السياسي، من خلال المشاركة السياسية وبناء دولة بمقومات تشمل الدستور ومجالس نيابية، كان سابقة لا على مستوى الكويت فحسب بل على مستوى منطقة الخليج عامة.

أما من ناحية التطور الاقتصادي، فذكرت أن التطور في المجال الاقتصادي كان كبيراً، إذ كانت هناك ثورة اقتصادية نقلت الكويت من مرحلة إلى مرحلة تاريخية مميزة من حيث النفط وقطاعاته.

التطور الاجتماعي

أما من ناحية التطور الاجتماعي، فبينت أنه كانت هناك نهضة تعليمية بحق، وذلك من منطلق الإيمان بدور التعليم في نهضة البلاد، متطرقة إلى الموقف من أزمة عام 1961 بين الكويت والعراق، ومرحلة استقلال الكويت في هذا العام، وكيف أدار الأزمة التي حدثت آنذاك الشيخ عبدالله السالم من خلال تفعيل الأدوات الدبلوماسية، وإرسال الوفود، وتأكيد سيادة الكويت وحقوقها الكاملة المصونة، وأنها ستحافظ على بقائها.

وعن موقف الكويت من التحالفات الإقليمية، والمقصود بها حلف بغداد عام 1955، والاتحاد الهاشمي عام 1958، أوضحت الحبشي أن الموقف الثابت بعدم الاندفاع إلى الدخول في أي من الحلفين السابقين دليل على حنكة وبعد نظر تحسب للشيخ عبدالله السالم، أما بالنسبة لدعم الكويت شقيقاتها في قضايا عدة، فذلك يأتي من منطلق إيمانها بالعروبة والقضايا العربية.

وأكدت أن الكويت من خلال جميع موافقها الداعمة كانت تعطي صورة مشرفة وواضحة عن رؤية عربية قوية، ووحدة المصير.

حقبة مهمة

وعلى هامش الندوة، أشادت المديرة العامة لمكتبة الكويتية بالإنابة الشيخة رشا نايف الجابر بالمحاضرة والكتاب، معقبة: «استمعنا إلى ما طرحته د. الحبشي، ونفتخر بالأعمال الكبيرة التي أنجزها الشيخ عبد الله السالم في تلك الحقبة، خصوصا أن الحبشي ذكرت موضوع عروبة دولة الكويت، التي حمل لواءها حينئذ الشيخ عبد الله السالم من خلال انفتاحه على العالم العربي».