يتعاظم مد الإعلام العالمي يوماً بعد يوم من حيث الوصول والانتقائية في المحتوى الذي يقدمة للمتلقي بمختلف أنحاء العالم، والحقيقة أننا في الكويت ومنذ سنوات عدة ونحن نستشعر الحاجة لضرورة التعاون والاستفادة من المؤسسات الدولية الرائدة عالمياً في هذا المجال.

وربما كنت، ولا أزال أنظر بكثير من التفاؤل والمقارنة نحو أساليب التعامل والخطط المطروحة في المجال الإعلامي من ناحية، وقدرة تجربتنا على الاستمرار والريادة من ناحية أخرى، إذ إنني على قناعة أن الإعلام الكويتي لا ينقصة شيء (تاريخياً وعلمياً)، لا من حيث الخبرات، أو الإمكانات بل التجارب أيضا، ليحوز مكاناً أكثر تأثيراً في وسط إعلام سائد انتقائي موجه غير محايد، إن صح التعبير؛ لذا لفت نظري بكثير من التفاؤل خبر توقيع وزارة الإعلام الكويتية مذكرة تفاهم مع المؤسسة الألمانية (دويتشه فيله) التي تعد واحدة من كبرى المؤسسات الإعلامية الموجهة إلى الخارج، فباعتقادي أن هذا التعاون الهادف إلى تبادل الخبرات وتنمية مهارات العاملين الكويتيين من الخطوات المجدية للتعامل مع المعطيات الثقافية والتحديات الحاصلة، محيياً هذا النوع من التفكير والانتقال من حالة الانتظار لموضع التنفيذ، نعرف أيضاً هذا الحرص من وزير الإعلام والدفع نحو إدراك مسار المتغيرات الحاصلة وتوظيف الطاقات، وهو أيضاً توجه بقية القيادات، وبمناسبة الحديث عن هذا التعاون مع "دويتشه فيله" أحيي دور وكيلة وزارة الإعلام منيرة الهويدي، وهي من الكفاءات التي تمتلك حيوية وحضورا فاعلا.

Ad

أخيراً لا أشك أن الإعلام الكويتي يتطور نحو الأفضل، ولا أنكر كذلك أن التجارب تثبت أن خطوات العمل المترابطة والتعاون مع دول ومؤسسات ذات خبرة تكون في الغالب معيناً على تحقيق الأهداف، فبعد ما يقارب من سبعة عقود (منذ بدأ البث الأول للتلفزيون في عام 1951) أعرف ضرورة أن تكون هناك حاجة مستمرة للتقييم، والتساؤل، والتعاون: ماذا تحقق، وماذا لم يتحقق، أين التقدم، وأين التراجع، وأتصور أن الإعلام الكويتي اليوم ورغم قسوة المنافسة وتحديات التقييم، يمتلك صياغة واضحة وقدرة على تحقيق النتائج وفق خطوات متتابعة قادرة على العودة به كبؤرة جذب أصيل ومتجدد.