من بين كل الهاشتاقات التي يطلقها المغردون من فترة لأخرى حقق هاشتاق (# بس_مصخت) والدعوة إلى اعتصام في ساحة الإرادة للنائب السابق صالح محمد الملا نسبة عالية من المتابعين مما يدل على تذمر الشارع الكويتي واستيائه مما وصلت إليه الحال من فساد لم يعد بالمقدور السكوت عنه.

هذه الرسالة هي الأقوى منذ سنوات، وقد تتجاوز مسيرات "كرامة وطن" لعدة أسباب، وفي مقدمتها أن هذا الحراك غير موجه سياسياً، والشعب بتنوع مشاربه هو من يقوده، فلا أحزاب ولا مجاميع تتكسب على ظهره، كما أنه يعبر عن حالة امتعاض واستياء عام لأداء المجلسين اللذين أخفقا في إقناع الشارع طيلة السنوات الماضية.

Ad

للأسف مجلس الأمة ذهب بعيداً عن مطالبات الشارع، بل إنه ولأول مرة هو من يضع الحواجز الواحد تلو الآخر بينه وبين المواطنين، محولاً كل إنجازاته إلى مشاريع خاصة تهدف إلى مصالحه الشخصية ومصالح المقربين دون أن يكلف نفسه النظر إلى الاحتياجات الفعلية للمواطن، لذلك لم يكن أمام الشارع سوى التجاوب مع هذه الدعوة للتصدي للممارسات الخاطئة التي تقوم بها الحكومة من هدر للمال العام، وتراجع في مجمل مؤشرات الأداء العام، ناهيك عن استمرار التعيينات البراشوتية التي أضحت نهجا حكوميا وعلامة تجارية مسجلة باسمها.

لو يدرك السادة أعضاء المجلس من نواب ووزراء ما آلت إليه أوضاع لبنان والعراق من مظاهرات بدأت بسبب الفساد، ثم تطورت إلى المطالبة بإقالة الحكومة والبرلمان، لربما تغير أسلوب التعامل مع الشارع الكويتي كونه يطالب بوقف مسيرة الفساد التي يمكن مواجهتها من خلال مؤسسات الدولة بسلطاتها الثلاث.

عندما يستمر هاشتاق مشكلة القروض وفوائدها قرابة العام دون أن يستجيب أعضاء الأمة لها بوضع حلول تكفل حق البنوك والمقترضين، ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية والخدماتية، وأسعار إيجارات المساكن التي زادت الطين بلة، وأثقلت كاهل كثير من الأسر، فذلك يعني إجماعاً شعبياً على مسألة وإهمالاً من المجلس والحكومة لها. الكويت أمانة في أعناق أهلها، والقضية أكبر من الكراسي، والمخاطر بالمنطقة قد تتجاوز الحدود، وما يحدث هنا وهناك علينا أخذه مأخذ الجد، فالفساد واحد وإن تعددت أشكاله والمحاصصة آفة لا بد من القضاء عليها، فالكويت للكويتيين جمعياً، والقانون لا بد أن يسري على الجميع، فإذا نجح هاشتاق "بس مصخت" في حشد بعض الآلاف يوم الأربعاء فليتأكد السادة أعضاء المجلس والحكومة أن الرسالة قد وصلت، وأن المواجهة الشعبية قد تكون أقسى بكثير من مقاطعة الانتخابات القادمة.

اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه، وأدم على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الصباح ثوب الصحة والعافية.

ودمتم سالمين.