منذ أن نشأت الكويت في القرن الثامن عشر، كان أهلها يحتفظون بأموالهم في بيوتهم، أو كانوا يودعونها أمانة عند بعض التجار من أهل الثقة والأمانة.

وفي ثلاثينيات القرن العشرين، بدأت مفاوضات بين الإنكليز وأمير الكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمه الله، حول فتح فرع لبنك إنكليزي في الكويت، لحاجة الناس لخدمات بنكية تعينهم على إيداع أموالهم، وإجراء تحويلات مالية، وعمل تسهيلات وضمانات تجارية.

Ad

في مقال اليوم والمقالات القليلة المقبلة سنتحدث عن الوثائق التي تضمنت تفاصيل المفاوضات بين الشيخ أحمد الجابر والإنكليز، وهي وثائق متوافرة بالمكتبة البريطانية في لندن، كما يمكن الاطلاع عليها من خلال مكتبة قطر الرقمية على الشبكة العنكبوتية.

الوثيقة الأولى أرسلت في 23 سبتمبر 1936م من مدير البنك الشرقي المحدود في البصرة، وهو بنك بريطاني، إلى الشيخ أحمد الجابر، ورد فيها أن الشيخ أحمد أعطى موافقة مبدئية لشخص اسمه أشرف شمس الدين بخصوص فتح فرع للبنك الشرقي المحدود في الكويت.

كما ورد في هذه الوثيقة، أن شمس الدين نقل هذه الموافقة إلى مدير فرع البنك في البصرة، الذي تواصل مع المقر الرئيسي في لندن. وتفيد الوثيقة بأن مديري البنك في لندن وافقوا من حيث المبدأ على فتح فرع في الكويت، لكن القرار النهائي يعتمد على التسهيلات التي ستقدمها الكويت للبنك، وأهمها الدعم الشخصي للشيخ أحمد، وكذلك دعم التجار ورجالات البلد.

وإليكم ترجمة نص الوثيقة من الإنكليزية إلى العربية:

"سعادة الشيخ سير أحمد الجابر الصباح كي. سي. آي. اي.، سي. إس. آي، الكويت.

سعادتكم،

لقد فهمنا مؤخراً من خلال السيد أشرف ن. شمس الدين أن سعادتكم يرغب ويريد تأسيس فرع لهذا البنك في حدود إقليمكم. ولكي يتم الاستجابة لرغبة سعادتكم، فقد تم التواصل مؤخراً مع مقر البنك الرئيسي في لندن. ووردتنا برقية منهم تفيد بأن مدراء البنك وافقوا من حيث المبدأ على فتح فرع في الكويت. ولكن يبقى القرار النهائي حول ذلك مرتبطاً بشدة بمدى الدعم المقدم نحو ذلك، وخصوصاً من قبل سعادتكم شخصياً، وكذلك من قبل تجار ونبلاء الكويت. وسنكون سعداء أن نتلقى من سعادتكم تواصلاً يؤكد لنا رغبتكم الشخصية لفتح فرع لهذا البنك في الكويت. فإذا كانت رغبتكم ما زالت موجودة، سيكون من المفيد أن توضح لنا ما إذا كان يتوجب علينا أن نخاطب المعتمد البريطاني في الكويت مباشرة حول هذا الأمر، وهو ما سنفعله بكل سرور إذا رغبتم بذلك.

بانتظار إجابة وقرار سعادتكم،،

نحن، مع بالغ الاحترام، خدامكم المطيعين لسعادتكم،،

سرجنت و. هندري

مدير".

هذه الرسالة ربما تكون أول وثيقة تشير إلى بدء مفاوضات بين الكويت وأحد البنوك الإنكليزية بهدف فتح فرع لها بالكويت.

في المقال القادم نعرض وثائق أخرى توضح مسار المفاوضات وتفاصيلها، إن شاء الله تعالى.