اتخذ الحراك الشعبي في لبنان، أمس، شكلاً لافتاً ومغايراً لمّا شهدته الأيّام الماضية، فبينما كان الحديث منحصراً في فتح الطرقات التي يغلقها المحتجون منذ 11 يوماً، فوجئ الجميع بنجاح مبادرة لتشكيل سلسلة بشرية على امتداد الساحل اللبناني من الشمال إلى الجنوب، بعد ساعات قليلة فقط من اقتراحها، في خطوة أظهرت مدى استجابة الشارع للحراك، وكذلك تمسكه بمطالبه.

وتشابكت آلاف الأيدي في السلسلة البشرية، التي شكلها المحتجون الذين حملوا العلم اللبناني، وغطّوا الطريق الساحلي من صور مروراً ببيروت ووصولاً إلى طرابلس وعكار على امتداد 170 كيلومتراً.

Ad

سياسياً، عاد الغموض ليصبح سيد الموقف بعدما اصطدمت محاولات صياغة حلول بعدم وجود سقف للأزمة التي باتت مفتوحة على كل السيناريوهات.

رغم ذلك، ورغم تخبط السلطة التي باتت واقعة بين تناقضاتها الداخلية من جهة، وعدم قدرتها على إخراج الناس من الشارع من الجهة الأخرى، تحاول الأطراف السياسية المزايدة على بعضها، مراهنة على أن الحراك قد يودي بالخصوم قبل أن يودي بها.

وأشارت مصادر متابعة إلى سيناريوهين يتم تدوالهما، أولهما يتمثل في استمرار عجز السلطة عن اجتراح الحلول المقنعة، وهذا يعني أن أمد المأزق والاحتقان سيمتد أسابيع أو أشهراً، وستدخل البلاد في مرحلة من الشلل دون تنازلات متبادلة، الأمر الذي قد يعرض لبنان إلى مخاطر أمنية، ويزيد الأوضاع الاقتصادية سوءاً.

وأضافت المصادر أن السيناريو الآخر يشير إلى ضرورة تقديم السلطة بأسرع وقت ممكن تنازلاً، وفقاً لتعديل وزاري وصولاً إلى استقالة الحكومة، والبحث عن حكومة مستقلة بديلة غير سياسية.

وسيشكل هذا الخيار، في حال حدوثه، ربحاً صافياً للشارع من جهة، ولرئيس الحكومة سعد الحريري إذا أعيد تكليفه من الجهة الأخرى، في حين يمثل خسارة للمكونات السياسية، وضربة موجعة لها.