بينما عاش المصريون ليلة عصيبة بسبب سقوط أمطار كثيفة أصابت القاهرة بشلل مروري كامل، وتسببت في وفاة طفلين، كانت الدبلوماسية المصرية تحرز نقطة لمصلحتها في معركة سد النهضة، باستجابة الولايات المتحدة لطلب القاهرة تدخلها في الأزمة؛ فوجهت واشنطن دعوة لاجتماع تستضيفه دون انتظار موافقة إثيوبيا التي تصر على رفض أي وساطة.

وأفاد بيان صدر عن وزارة الخارجية، مساء أمس الأول، ردا على تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بأن مصر قبلت دعوة أميركية لاجتماع يشارك فيه وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، لبحث «سد النهضة»، ولم يوضح البيان موعد الاجتماع الذي سيعقد في واشنطن، بناء على الاقتراح المصري، الذي رفضته أديس أبابا بتوسط الولايات المتحدة في الأزمة.

Ad

وأشارت الخارجية إلى أن قبول مصر الدعوة الأميركية يأتي حرصا على «كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات السد الإثيوبي».

وشن البيان هجوما حادا على تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا العدائية ضد القاهرة التي أدلى بها قبل ساعات أمام برلمان بلاده، ووصفها بأنه غير مقبولة.

وكان آبي أحمد أكد جاهزية بلاده للحرب مع مصر، واستعدادها لحشد ملايين المقاتلين من أجل استكمال بناء السد، رافضا كل المطالب المصرية في هذا الشأن.

في غضون ذلك، تجاهل مجلس الوزراء، في اجتماعه الأسبوعي أمس، الدعوات الشعبية والبرلمانية لمحاسبة المسؤولين عن العجز الحكومي في مواجهة الأمطار التي هطلت بغزارة أمس الأول، وتسببت في مصرع طفل بمحافظة الغربية وآخر بمدينة العاشر من رمضان صعقاً بالكهرباء.

وتعرضت مناطق واسعة من القاهرة لشلل مروري كامل، إثر عجز شبكة الصرف عن تصريف مياه الأمطار، واستمر مواطنون محبوسين في سياراتهم لساعات طويلة، وعجزت بعض حافلات المدارس عن توصيل التلاميذ إلى منازلهم قبل منتصف الليل، وسط ارتباك حكومي.

وقرر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات بالعاصمة أمس، تحسبا لاستمرار موجة الأمطار، بينما أُلغيت رحلات طيران بسبب تأخر المسافرين وفشلهم في الوصول إلى المطار.

وفي منتجع سوتشي الروسي، الذي يستضيف القمة الروسية - الإفريقية، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة ثنائية بينهما، إلى حضور مراسم وضع حجر أساس محطة الضبعة الكهروذرية، والمشاركة في مراسم انطلاق المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس.

وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، أكد السيسي أن إفريقيا مقبلة على مرحلة تشهد تطورا اقتصاديا لتصبح مقصدا لاهتمام الشركاء الدوليين، مطالبا بوضع موضوع البنية التحتية في طليعة العمل الإفريقي المشترك.