راقب الإيرانيون الحدث اللبناني بكثيرٍ من الاهتمام منذ اللحظة الأولى، فقبل أسابيع قليلة، وجدت طهران نفسها في قلب الاحتجاجات التي اندلعت بالعراق، وأُجبرت على اتخاذ موقف على لسان أرفع مسؤوليها بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي.

في هذا السياق، أكد مصدر رفيع بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن المجلس عقد اجتماعاً طارئاً في طهران بشأن لبنان فور اندلاع الاحتجاجات فيه، بمشاركة مندوبي وزارة الخارجية والحرس الثوري وممثلين عن «حزب الله» اللبناني.

Ad

وأضاف المصدر أن المجتمعين أجمعوا على أن التظاهرات شرعية وعفوية وغير مدعومة من أي فريق سياسي أو دولة أجنبية، وتقرر أن يتم الإيعاز إلى حلفاء طهران اللبنانيين بعدم المشاركة فيها، والتعامل معها بهدوء، والاكتفاء بمراقبة الأوضاع.

ولفت إلى أن المسؤولين الإيرانيين اتفقوا مع مندوبي «حزب الله»، خلال الاجتماع، على الخطوط العريضة لكلمة الأمين العام للحزب حسن نصرالله، الذي يعكس بطبيعة الأمر موقف طهران، وأبرز هذه الخطوط دعم بقاء الحكومة مع إيجاد إصلاحات عاجلة.

وذكر أن مندوبي «حزب الله» أشاروا إلى فشل رئيس الحكومة سعد الحريري في الحصول على أي مساعدات من أوروبا أو الدول العربية، وأكدوا أن الضغط الأميركي على المصرف المركزي اللبناني الهادف إلى رصد أي محاولة إيرانية للالتفاف على العقوبات أدى إلى كسر مبدأ السرية المصرفية، مما أثار تخوف الكثير من المودعين الكبار الذين بادروا إلى سحب أرصدتهم، الأمر الذي أدى إلى انكشاف مالي، وضاعف الأزمة الاقتصادية.

وأشار إلى أن السبت الماضي كان دراماتيكياً لناحية تغير النظرة الإيرانية للاحتجاجات، مع تلقي تقارير بأن هناك محاولة دولية إقليمية من خصوم إيران لإسقاط حكومة الحريري، وإحراج «حزب الله» عبر إفشال عهد الرئيس ميشال عون، وإبقاء البلاد في حالة فراغ دستوري، بهدف تغيير قواعد اللعبة السياسية.

وأوضح أنه على إثر التقارير الجديدة، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي اجتماعاً ثانياً مخصصاً للشأن اللبناني، استعرض خلاله مندوبو «حزب الله» ما اعتبروه مخططاً دولياً- إقليمياً لإسقاط العهد والحكومة.

وتابع أنه، بحسب «حزب الله»، فإن حاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة يعتبر اللاعب الأساسي في هذا المخطط، إذ طلب منه عدم الامتثال لتغيير سياسات المصرف، أو تعديل ديون الحكومة، أو الفوائد المتراكمة عليها.

وبين أن مندوبي الحزب اعتبروا أن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والمسيحي سمير جعجع يمثلان الضلعين الآخرين لمثلث المخطط، كما تحدثوا عن اتصالات جرت لتحضير قائد الجيش اللبناني جوزيف عون لمنصب الرئيس خلفاً لميشال عون.

ولفت المصدر إلى أنه على ضوء هذا الاجتماع اتُّخِذ قرار بإيفاد قائد «فيلق القدس» اللواء قاسم سليماني إلى بيروت بصلاحيات استثنائية لمواجهة المخطط.