في تصعيد خطير للأزمة حول سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على مجرى نهر النيل، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن بلاده جاهزة للحرب مع مصر دفاعاً عن السد، مؤكداً أنه لا توجد قوة تستطيع منع بلاده من استكماله.

وجاءت تصريحات أحمد، وهي الأولى من نوعها التي تستخدم هذه اللغة، عشية لقاء يجمعه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في منتجع سوتشي بروسيا، على هامش القمة الروسية - الإفريقية التي تبدأ اليوم، وهو اجتماع تعول القاهرة عليه لتليين موقف أديس أبابا المتشدد، وإقناعها بقبول وساطة دولية لتحريك المفاوضات المتعثرة بين الجانبين.

Ad

واستبق أحمد، الفائز بجائزة نوبل للسلام، لقاء السيسي بتصريحاته العدائية التي أشار فيها إلى استعداده لمواجهة خيار الحرب، لكنه استطرد قائلاً إنه يفضل طريق المفاوضات، وأضاف أمام البرلمان الإثيوبي، رداً على استجواب، "إذا كانت هناك حاجة لخوض حرب من أجل السد فإننا مستعدون لحشد مليون شخص، ونحن عازمون على استكمال السد".

وتابع: "يتحدث البعض عن استخدام القوة من جانب مصر، يجب أن نؤكد أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد، إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد الملايين، إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ فيمكن لآخرين استخدام قنابل، لكن هذا ليس في مصلحة أي منا".

وسعى آبي أحمد إلى قطع الطريق على المطالب المصرية التي سيتم طرحها خلال قمة سوتشي، معتبرا أن "بناء السد لن يتوقف بسبب المخاوف التي لا أساس لها، والتهديدات العسكرية التي يطلقها إخواننا المصريون عبر منابر إعلامية، وسنستمع إلى المصريين، وسألتقي الرئيس السيسي".

وفي أول رد فعل مصري، أكد النائب البرلماني مصطفى بكري أن اللغة التي تحدث بها آبي أحمد غير دبلوماسية وغير موفقة، مشيرا إلى المخاطر التي يمكن أن تنجم في حال إصرار إثيوبيا على الخروج من الاتفاق الموقع مع مصر والسودان بشأن السد.

وفي تعليق على تصريحات آبي، قال وكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي المصري في البرلمان اللواء ممدوح مقلد، أمس، في تصريحات خاصة لقناة "روسيا اليوم"، إن مصر لم تعلن أن لديها نية لمحاربة إثيوبيا.

غير أن اللواء مقلد قال: "لن نصمت إذا منعت إثيوبيا المياه عن مصر، سنفوض الرئيس لخوض الحرب، ولكن لا نأمل أن تصل الأمور لهذا الحد"، مشيرا إلى أن "تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا حول حشد الملايين لخوض حرب ضد مصر لها أهداف أخرى".

وأوضح أن هدف رئيس الوزراء الإثيوبي هو جعل الشعب الإثيوبي يلتف حول قيادته السياسية، وأن تصريحاته دعائية.

وفي خطوة لافتة نفت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وجود أنظمة دفاعية إسرائيلية لحماية السد الإثيوبي، واصفة هذه الأخبار بـ"الشائعات".

ووصل الرئيس المصري، أمس، إلى سوتشي الروسية للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية التي يرأسها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يأتي ذلك في وقت ذكرت تقارير إسرائيلية أمس أن مصر اقتربت من استلام دفعة من مقاتلات "سوخوي 35" الروسية، التي تعد أحدث طائرات عسكرية تتميز بمداها الطويل.

إلى ذلك، وفي خطوة انتظرتها مصر 4 سنوات، قررت بريطانيا أمس رفع الحظر الذي كانت تفرضه على الرحلات الجوية منها إلى شرم الشيخ، ورحبت وزارة الطيران المدني المصرية، على الفور، بالقرار البريطاني، واعتبرته مؤشرا على العلاقات الوثيقة والثقة بين الدولتين. وكانت لندن حظرت رحلاتها إلى شرم الشيخ عقب تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء في 31 أكتوبر 2015، بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، مما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها، في حادث أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنه.