يتخوف العراقيون من إمكان نقل آلاف السجناء من تنظيم «داعش» الى أراضيه، بينهم عشرات القياديين المتشددين الخطيرين، وحوالي 3500 عراقي، وذلك بعد تخلّي الولايات المتحدة عن المقاتلين الأكراد السوريين الذين كانوا يحرسون الآلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم في سجون بالجيب الذي يسيطرون عليه شمال سورية.

ويمثّل هؤلاء العناصر وعائلاتهم، بمن فيهم آلاف الأطفال، وبينهم عدد كبير من الأوروبيين، مشكلة دولية، إذ ترفض الدول الأوروبية استرجاعهم، ولا يمكن أن تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتهم، خصوصاً بعد انسحابها الكامل من شمال سورية.

Ad

وتقول تركيا التي تهاجم مناطق الأكراد، إنها ستتحمل مسؤولية السجناء، داعية في الوقت نفسه الدول الأوروبية الى استرجاع مواطنيها، لكن الأمر أعقد من ذلك، إذ بدأ عشرات المتشددين المدربين على القتال يفرون بالفعل من سجنوهم عقب انشغال الأكراد بالهجوم التركي.

وحذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، الدول الأوروبية من نقل المئات من عناصر «داعش» من سجون الأكراد في سورية إلى العراق.

واعتبرت المنظمة أنه «بالنظر إلى سجل المحاكمات غير النزيهة، يجدر على الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا والدنمرك وألمانيا وبريطانيا عدم الدفع بالجهود لنقل مواطنيها إلى العراق لمحاكمتهم، مؤكدة أن أي حكومة تدعم هذه الخطوة، «من دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تعرّضهم لخطر التعذيب، أو لمحاكمة مزيّفة أو الإعدام، تكون بذلك تساهم في انتهاكات جدية».

لكن فضلا عن تحذير «هيومن رايتس»، فإن المسؤولين العراقيين يؤكدون أن بغداد ليست معنيّة باستضافة أي سجين، نظرا الى تجربة صناعة التطرف في السجون بعد 2003، كما حدث مع أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش»، الذي يعتقد أنه طوّر فكره الجهادي داخل سجن بوكا الأميركي جنوب العراق.

وكتب المحلل والصحافي العراقي هاشم الهاشمي، أمس، على «تويتر»: «وصول وفود أوربية أمنية رفيعة المستوى الى العراق للتفاهم والتنسيق مع الجانب العراقي، على نقل سجناء دواعش أوروبيين من سجون «قسد» الى العراق خطوة عارضها وحذّر منها السيد مقتدى الصدر، وتسريبات عن فخامة رئيس الجمهورية برهم صالح؛ أنه رفض ان يكون العراق مكبًا لحثالات الإرهاب».

وكانت صفحة بعنوان صالح محمد العراقي في «فيسبوك» يعتقد على نطاق واسع أن الصدر هو الذي يكتب فيها باسم مستعار، كتبت أن «الفاسدين يحاولون إدخال 13000 عنصر أجنبي من «داعش» الى العراق، ليبنوا لهم مخيمات، فيسرقوا أموالها، ثم بعد ذلك يهرّبوهم فيفتعلوا حرباً جديدة ليثبتوا كرسيهم، وذلك بمسمع من رئيس مجلس الوزراء».

والأمر ليس كله متعلق بخطر نقل السجناء، فهناك تخوف من تسلّل إرهابيين مع العائلات الهاربة من المعارك. وكإجراء احترازي قام العراق بتحشيد 10 آلاف مقاتل من القوات المشتركة في المنطقة الحدودية ل‍سورية.

ومما يؤشر إلى وجود خطر حقيقي، أغلقت قيادة العمليات المشتركة الحدود العراقية - السورية، بعد توغّل القوات التركية داخل الأراضي السورية.