تعامل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زعيم تيار المستقبل، ببرود شديد مع إعلان وزير الخارجية في حكومته جبران باسيل، رئيس "التيار الوطني الحر"، مساء أمس الأول، نيته زيارة العاصمة السورية دمشق قريباً بعد أيام من لقاء "بنكهة إقليمية" جمعه بالأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

بيان رئاسة الحكومة رداً على الوزير باسيل لم يصوّب البوصلة على إعلان عزمه على زيارة سورية، بقدر ما صوّبها على من أخرج الجيش السوري من لبنان، مذكراً بأن "دماء الرئيس الرفيق الحريري" هي التي دفعت الجيش السوري للخروج بعد وصاية استمرت عشرات السنوات.

Ad

وبدا للمراقبين أن الحريري أعطى ضوءاً أخضر لباسيل شريكه في "التسوية الرئاسية" الصامدة رغم الرياح، لزيارة دمشق تحت شعار "إعادة النازحين إلى ديارهم" وذريعة أن "البلد لا تنقصه سجالات جديدة".

وقال الحريري: "إذا اراد رئيس التيار الوطني الحر زيارة سورية لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه... المهم النتيجة، فلا يجعل النظام السوري من الزيارة سبباً لعودته إلى لبنان، لأننا لا نثق بنيّات النظام من عودة النازحين".

ووصفت مصادر متابعة موقف الحريري من كلام باسيل بأنه "قبّة باط لزيارة دمشق". واستبعدت المصادر أن "تتم الزيارة بقرار رسمي من الحكومة، باعتبار أن العلاقة مع سورية محط خلاف داخلي".

على مستوى آخر، لم يمر "الإعلان الباسيلي" مرور الكرام بل أثار عاصفة ردود فعل من العيار الثقيل، بدءاً برئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي غرد عبر "تويتر"، أمس، قائلا: "تذكروا أنهم دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري. تزورون التاريخ وتحتقرون تضحياتكم وتضحياتنا. تنهبون البلاد وتدمرون الطائف. تريدون تطويع الأمن كل الأمن لصالح أحقادكم إلى جانب الجيش. تستبيحون الإدارة على طريقة البعث لكن تذكروا أتى بكم الأجنبي وسيذهب بكم نهر الشعب".

من ناحيته، انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمة باسيل خلال الاجتماع الطارئ للوزاري العربي في القاهرة ودعوته لإعادة سورية الى الجامعة العربية، معتبراً أن "وزير الخارجية لا يملك الحق باتخاذ موقف بهذا الحجم من دون العودة إلى مجلس الوزراء، والأخير لم يتّخذ يوماً قراراً في هذا الشأن"، متمنياً على الحكومة في أول اجتماع لها "إصدار موقف يؤكد أن ما قاله باسيل ينم عن موقفه الشخصي وليس موقفها كحكومة لبنانية".

وسأل: "من يحتاج إلى الآخر، نحن أم النظام؟ هل يرسل إلينا المساعدات بالأطنان؟ لا أفهم سبب هذه الطريقة بالتعاطي مع بشار الأسد لكنها نيّة البعض الذين يصطادون الحجج لفتح طريق مع الأسد لتقوية أوضاعهم السياسية الداخلية انطلاقاً من ضعفهم الشعبي في الوقت الحاضر".

في سياق منفصل، وبعد غياب أرغفة الخبز عن موائد اللبنانيين ساعات قليلة بسبب إضراب أصحاب الأفران الذين يطالبون بشراء الطحين بالليرة اللبنانية، تجاوب أصحاب الأفران مع طلب رئيس الحكومة سعد الحريري إمهاله 48 ساعة لتلبية مطلبهم بعد أن استقبلهم في السراي الحكومي.

وقال رئيس اتحاد نقابات المخابز والأفران النقيب المنتهية ولايته كاظم إبراهيم الذي ترأس الاجتماع: "كلنا ثقة بالرئيس الحريري، وقد أجبناه أنت تأمر يا دولة الرئيس الثلاثاء يوم عمل عادي في الأفران".