طغى اللون الأحمر على تعاملات أسواق المال بدول مجلس التعاون الخليجي خلال الأسبوع الماضي، وانتهت محصلتها الأسبوعية بخسارة 6 مؤشرات ومكاسب فقط في مؤشر سوق سلطنة عمان وبنسبة محدودة لم تتجاوز ثلث نقطة مئوية.

وكانت الخسائر متقاربة في معظمها بعد أن سجلت 3 مؤشرات خسارة واحدة بنسبة 1.3 في المئة وهي مؤشرات بورصة الكويت ومؤشر "تاسي" السعودي الخاص بالسوق الرئيسي، كذلك تراجع مؤشر سوق دبي المالي، وتراجعت مؤشرات أسواق قطر وأبوظبي والبحرين بنسب متقاربة كذلك أكبرها في قطر بنسبة 1 في المئة، ثم مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 0.8 في المئة، وتراجع مؤشر سوق البحرين بنسبة 0.6 في المئة، وكان الأقل خسارة خلال الأسبوع الماضي.

Ad

ضغط مؤشرات عالمية

سجلت ثلاث بورصات خليجية خسائر متماثلة كانت نسبة 1.3 في المئة وأولها وأكثرها ضغطاً كانت مؤشرات بورصة الكويت، التي خسر مؤشرها العام 76.87 نقطة ليتراجع إلى مستوى 5635.65 نقطة،

وكان الضغط من مكونات السوق الأول الذي خسر نسبة بلغت 1.7 في المئة تعادل 104 نقاط تقريباً ليتراجع إلى مستوى 6119 نقطة مقلصاً مكاسبه هذا العام إلى نسبة 16 في المئة، بعد أن اقتربت من 30 في المئة بنهاية الربع الثاني من هذا العام، وسجل مؤشر السوق الرئيسي تراجعاً محدوداً بنسبة 0.4 في المئة هي 21 نقطة تقريباً ليستقر حول مستوى 4697 نقطة.

وكان الضغط من خلال ضعف سيولة السوق الرئيسي التي انحسرت بشدة لتضعف سيولة الأسبوع الإجمالية بنسبة 62.4 في المئة مقارنة مع سيولة الأسبوع الأسبق، وخسر النشاط نسبة 41.7 في المئة من قوته وتراجع عدد الصفقات بنسبة 16 في المئة، وكانت هناك محاولات للانتقال المضاربي المتحوط نوعاً الذي يركز على أسهم تشغيلية ذات عوائد غير أنه لم ينجح بنهاية الأمر وتراجع سيولة السوق الرئيسي مع الاقتراب من نهاية الأسبوع وعودة محدودة للأسهم القيادية الكبيرة في السوق الأول مثل "الوطني" و"بيتك" و"زين" و"أجيليتي" وبنك الخليج والأهلي البحريني، ويبقى الأسبوع القادم حاسماً في بناء مراكز مالية قبيل انطلاق إعلانات الربع الثالث والتي هي على الأبواب.

وخسر كذلك مؤشر السوق الرئيسي "تاسي" نسبة 1.3 في المئة بعد ضغط جلسات آخر الأسبوع، التي تراجعت خلالها أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها خلال شهرين، وفقد برنت مستوى 60 دولاراً مجدداً وتداول على مستوى 57 دولاراً للبرميل، وكانت هذه المرة التراجعات لعدة أسباب فتارة تتراجع مؤشرات الصناعة في الصين وتارة أخرى يرتفع مخزون النفط الأميركي ويضغط على الأسعار وقبيل نهاية الأسبوع كانت شرارة حرب تجارية جديدة والتي دائماً يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرفاً فيها، بينما تغير الطرف الآخر من الصين إلى المنطقة الأوروبية بعد فرض ضرائب بنسبة 25 في المئة على بضائع أوروبية من الولايات المتحدة، مما يقلص أفق تقديرات النمو الاقتصادي العالمي ويضغط كثيراً على تقديرات حجم الطلب على النفط لتتراجع الأسعار مجدداً، وعلى الرغم من مؤشرات اقتصادية أميركية إيجابية خاصة بالبطالة بنهاية الأسبوع إذ تراجعت البطالة في أميركا إلى 3.5 في المئة وهي الأدنى منذ 50 عاماً.

ووسط هذه الأخبار والمؤشرات، التي تميل إلى السلبية ومع التهدئة في الأجواء الجيوسياسية الإقليمية خسر مؤشر "تاسي" السعودي الرئيسي مستوى 8 آلاف نقطة وأقفل على مستوى 7921.15 نقطة واكتفى بمكاسب محدودة هذا العام بلغت 2 في المئة فقط إذ بسبب نتائج أعمال الربع الثاني كان هناك ارتفاع كذلك لمكررات الربحية في السوق السعودي لآخر 12 شهراً وتجاوزها مستوى 20 مرة.

ولم يكن سوق دبي المالي بعيداً عن الأخبار الاقتصادية العالمية التي يتأثر بها مباشرة إذ سجل خسارة بنسبة 1.3 في المئة بنهاية الأسبوع الأول من أكتوبر وفقد 37.19 نقطة ليعود ويقفل على مستوى 2761 نقطة ليعود إلى نسبة 8.5 في المئة كنمو لهذا العام حتى نهاية جلسة الخميس الماضي.

خسائر أقل في قطر وأبوظبي والبحرين

تراجعت مؤشرات ثلاثة أسواق مالية خليجية بنسب أقل من 1 في المئة الأسبوع الماضي، أبرزها خسارة مؤشر قطر مستوى 10400 نقطة ليستمر بالتراجع للأسبوع الثاني على التوالي، ويفقد نقطة مئوية تعادل 109.33 نقاط ليستقر حول مستوى 10310.69 نقاط ليفقد معظم إيجابية تعاملات هذا العام ويبقى فقط على نصف نقطة مئوية متداولاً قرب بدايات شهر يناير الماضي.

واستمرت الخسائر في سوق أبوظبي كذلك لكن على وتيرة أقل واختفت الإيجابية تماماً، وجاء ذلك بعد نمو سابق كبير له رفعه فوق مستوى 5 آلاف نقطة، وهو قرار رفع نسبة تملك المستثمرين الأجانب من 20 إلى 40 في المئة في بنك أبو ظبي الوطني، الذي كان له وقع كبير على تعاملات السوق وقت إعلانه غير أن الأوضاع الإقليمية والاقتصادية العالمية استمرت بالضغط ليفقد السوق معظم عوامل الدعم وتراجع المحفزات لينتهي به المطاف بخسارة نسبة 0.8 في المئة خلال الأسبوع الماضي مقفلاً على مستوى 5027.96 نقطة مقترباً مجدداً من كسر مستوى 5 آلاف نقطة بعد أن فقد 41.46 نقطة.

وخسر مؤشر سوق البحرين المالي إيجابيته التي كان عليها خلال الأسبوع الماضي، التي أعادت له جزءاً مهماً من خسائر ما قبله وعاد وخسر نسبة 0.6 في المئة بعد ضغوط من قبل الأسهم النشيطة خصوصاً سهم الأهلي المتحد البحريني الذي يتداول تحت الضغط في السوق الكويتي وسهم جي إف إتش الذي يتداول في السوقين كذلك في دبي، وانتهى مؤشر البحرين إلى مستوى 1512.55 نقطة منخفضاً بـ 8.79 نقاط.

مسقط ونمو معاكس

كعادته مؤشر سوق سلطنة عمان كثيراً ما يغرد خارج سرب أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ حقق بنهاية تعاملات أسبوعه الأول من أكتوبر ارتفاعاً بثلث نقطة مئوية تساوي 10 نقاط ليتشبث بمستوى 4 آلاف نقطة ويقفل على مستوى 4026.02 نقطة باهتمام بالغ بمستوى إعلانات شركاته للربع الثالث بداية الأسبوع القادم وللإشارة فإن إحدى شركاته بدأت الإعلان وهي شركة الأنوار لبلاط السراميك وبنمو فاقت 150 في المئة ولعلها تكون إشارة جيدة لإعلان بقية الشركات بنمو إيجابي للربع الثالث بعد معاناة خلال السنتين الماضيتين في معظم القطاعات عدا قطاع البنوك.