نظم بيت الشعر في رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان "تحت عباءة المعري"، قدمها طلال العامر، وأدارها محمد حرسي، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

وقال العامر، خلال المحاضرة، إن الحديث عن الشاعر الكبير أبوالعلاء المعري لا يكاد يتوقف في زمن من الأزمان، فهو شخصية مثيرة كما يعلم الجميع، تجاذبت حوله عدد من الآراء بتوصيفه، مضيفا أن الشيء المثير بالنسبة له شخصيا، والذي حفزه للحديث حوله، موقفه شخصيا من المعري.

Ad

وتابع العامر: "كيف أستطيع أن أقف منه موقفا، وعلى أرض ثابتة حيال هذه الشخصية المثيرة للجدل إلى حد كبير، وتضاربت فيها الآراء، فشخص واحد تجده أديبا، ومفكرا، ومؤرخا، ويذكر أنه أحد العلماء ومن شيوخ العلم، فلم يسلم تناوله من التحيز إما له أو عليه، فهو متردد بين متعاطف معه أو متجاف عنه، فهذه ظاهرة غريبة في تلك الشخصية قلما تتوافر في شخصية ما".

وبين أن "المعري رجل استثنائي مميز، فهو دائرة معارف متعددة العلوم والمواهب، فهو لغوي وشاعر وقاص، حيث نشأة القصة معه، وأيضا كان فيلسوفا مصنفا وسلك طرقا مبتكرة في التصنيف، وتعلم القراءات وروى الحديث النبوي الشريف، كما أنه إنسان مثل سائر البشر له حسناته وعليه سيئاته، وأسمى حسناته فيما أرى هو علمه بالأدب، إذ استطاع أن يوظفه توظيفا غير عادي في عدة مسارات، وحفظ اللغة والهوية، إضافة إلى أمر رئيسي وجدته مقصدا من مقاصده في سائر كتبه، هو (تمجيد الله) والدعوة إليه، وذكره وتسبيحه والدعوة إلى الزهد، وهذا غرض من الأغراض لا يخلو منه كتاب من كتبه".

وذكر العامر أن المنهج العلمي الصحيح يقتضي النظر إلى الشخصية من خلال إنتاجها الأدبي والعلمي بالتوازي مع الرواية التاريخية التي رويت عنه في مدونات التاريخ والتراجم، بل والأولى أن يقدم الإنتاج الشخصي على مرويات التاريخ عنه، أي أن يقدم ما قاله على ما قيل عنه، مشيرا إلى أنه أمام هذا المنهج فإنه وصل لاتهام المعري بصفات سيئة، أبرزها أن الرواية التاريخية عنه في كتب التاريخ والتراجم مضطربة

ولا تستند إلى أدلة كافية، وأغلب من رواها وتناولها هم من رجال الرواية والإسناد.