في بيان حادٍّ ممزوج بطعم المرارة، أعرب مجلس العلاقات العربية والدولية، الذي يرأسه محمد جاسم الصقر، عن قلقه الكبير بشأن ما آلت إليه أحوال الأمة العربية من انقسام وتفرق واقتتال وخضوع لإملاءات كل القوى الطامعة والمعادية، بسبب الفشل المريع للنظام العربي ونتائجه المأساوية على جميع الدول العربية دون استثناء.

وشدد المجلس، في بيان له عن الحالة الراهنة للأمة العربية، على أهمية الاعتراف بالمأزق التاريخي الذي بات عليه النظام العربي الرسمي العاجز والمتهالك، داعياً إلى إطلاق حركة نهضوية شاملة تسعى إلى بناء نظام عربي رسمي جديد على أسس ترتقي إلى قيم ومفاهيم العصر، وتتجاوب مع تطلعات وطموحات الدول العربية وقدراتها وإمكانياتها.

وأكد إيمانه العميق بأهمية الإصلاح السياسي الداخلي الشامل، القائم على احترام السيادة الإقليمية لكل دولة عربية، وعلى رفض مخاطر الانقسام العنصري والطائفي والمذهبي ومنزلقات العنف والتطرف، لافتاً إلى أن "في تجربتَي السودان وتونس في الانتقال السلمي الحضاري للسلطة أمثولتين تبعثان الأمل وتجددان الإيمان بقدرة الأمة العربية على استعادة زمام أمرها واستدراك مستقبلها".

Ad

وقدم تهنئته لشعبي السودان وتونس على نجاح نضالهما الطويل في سبيل الحرية والإصلاح والتنمية، متمنياً أن يحقق الله تعالى آمال كل الدول العربية في بناء دولة الحرية والتقدم والازدهار.

وعلى وقع ما تثيره إيران في المنطقة من اضطراب، عبر المجلس عن استنكاره وإدانته الشديدين لجريمة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف منشآت نفطية سعودية في بقيق وخريص، معتبراً أن هذه الجريمة وصلت إلى "درجة الاعتداء الحربي السافر على الاقتصاد العالمي كله، كما جاءت دليلاً آخر على إصرار الحكم في إيران على استهداف أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها".

وقال المجلس إن "سياسات إيران التوسعية ومحاولتها فرض الهيمنة والنفوذ وإحلالهما بديلاً عن سياسات حُسن الجوار والمصالح المشتركة لن تؤدي إلا إلى تمزيق المنطقة، وتفتيت دولها، وتهديد سلامتها ووحدة أراضيها، وتقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ بين القوى الإقليمية والدولية".

ودعا إلى "تضامن شامل وصادق لردع تغول إيران ومخططاتها التوسعية ومواجهة أخطارها وتبعاتها على أمن وسلامة ومستقبل البلدان العربية ورفاهية شعوبها وازدهارها وكرامتها"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"النهوض بمسؤولياته واتخاذ موقف صارم تجاه سياسات النظام الإيراني وممارساته العدوانية الخطيرة، التي تهدد أسس ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وتشكل خطراً داهماً على استقرار العالم وأمنه وازدهاره".

وتطرق مجلس العلاقات، في بيانه، إلى الإعلان الصادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي حول نيته ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، معتبراً أن "هذا الموقف العدواني الجديد يضاف إلى سجل إسرائيل الزاخر بالاستهانة بالحقوق العربية المشروعة، منذ اغتصاب فلسطين، وعلى مدى تاريخ دولة الاحتلال الصهيوني، الذي توج مؤخراً باعتراف الإدارة الأميركية الحالية بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل، وبضمها مرتفعات الجولان السورية، فضلاً عن الاعتراف بإعلان يهودية الدولة".