افتتح الفنان محمد الحملي العروض الرسمية لفيلمه السينمائي الأول "the end" أو "النهاية"، مساء أمس الأول، بسينما ليلى غاليري، وسط حضور فني كبير فاضت به قاعة السينما، ما اضطر البعض لمتابعة باكورة تجارب الحملي على الشاشة الفضية وقوفاً، لا لشيء سوى لقناعتهم بأن الحملي صاحب خط مختلف ميزه عن زملائه من أبناء جيله.

واستطاع هذا المخرج الشاب أن يرسم طريقه ويمضي فيه بمعية رفيق دربه الفنان عبدالله الخضر، وأن يحقق المعادلة الصعبة مسرحياً عندما قدم عدداً من الأعمال الجماهيرية بنكهة أكاديمية، منافساً نجوماً لهم باع طويل في الساحة الفنية.

Ad

واتخذ الحملي أخيرا خطوته الأولى كمخرج سينمائي متسلحا برفاقه وموظفا رؤيته كمخرج مسرحي ومخزونه الفني الذي اكتسبه عبر سنوات، ومستعينا بعدد من النجوم كضيوف شرف، ليؤكد لنا من خلال "النهاية" أننا على موعد مع ميلاد مخرج سينمائي واعد ونجوم شباك ينتظرهم مستقبل سينمائي كبير.

تيم ويدل

وفيلم "النهاية" من تأليف وإخراج محمد راشد الحملي ومن بطولة تيم ويدل من بريطانيا وعبدالله الخضر، وغدير زايد، وإبراهيم الشيخلي، وعبدالعزيز السعدون، ومشعل الفرحان، ومشعل المجيبل، وعبدالله العوضي، وعبداللطيف الرجيب، وضيوف الشرف الفنانين سليمان الياسين وانتصار الشراح وعبد العزيز المسلم وهبة الدري وأحمد إيراج وغيرهم.

على مستوى الفكرة، استطاع الحملي ان يعبر عن هم إنساني في قالب كوميدي أكشن وظف من خلاله أدواته كمخرج سلاحه الفرجة، ومن ثم أداء الممثلين، حيث كانت قضية الطبقية هي محور الحدث، والتي تكشفت لنا ملامحها في نهاية الفيلم، مسلطا الضوء على بعض الممارسات السلبية في المجتمع ومنها الواسطة والمحسوبية. أما من ناحية التنفيذ، فقد أثبت أنه مخرج متمكن لديه رؤية يسعى لتطبيقها، بدءا من المشاهد المتنوعة التي اعتمد فيها على كادرات مختلفة، لاسيما التصوير بالطائرة، الذي أجاد فيه المصور خالد السعدون، مرورا بمشاهد الأكشن التي كانت منطقية وخدمت السياق الدرامي للأحداث، وصولا الى عنصر التمثيل، حيث تابعنا كيف منح كل ممثل الشخصية التي يجسدها رونقا خاصا، لاسيما عبدالله الخضر صاحب "الكاريزما"، والحضور الطاغي، والذي ينتظره مستقبل كبير في عالم التمثيل، لما يملكه من أدوات، حيث يستطيع ان يسرق الكاميرا من الجميع، كذلك الفنانة الشابة غدير زايد التي جسدت دور نور، بينما وظف الحملي ضيوف الشرف في مناطق هامة وبمشاهد مفصلية ومؤثرة في السياق الدرامي، تقديرا لمشوارهم الفني وبما يخدم الحدث.

رحلة خالد

وعلى مدار ساعتين تقريباً، تابعنا رحلة "خالد" الذي يجسد دوره الحملي، فعندما تكتب النهاية قبل البداية، ويكون مستقبل "خالد" في خطر بسبب ذنب لم يرتكبه، وتتجه أصابع الاتهام إليه ويتم تصنيفه كأحد المجرمين، يصبح حينها هدفاً للضابط "بشار" الذي يجسد دوره الخضر الذي يسعى للقبض عليه، فهل يتمكن من ذلك؟

وتعتمد فكرة الفيلم على الصراع الأزلي بين الخير والشر وما يترتب على ذلك من رغبة حقيقية في الانتقام تولدت لدى الضابط بشار من جهة، وخالد من جهة أخرى، وكل منهما له دوافعه ويسعى للإيقاع بالآخر، ففي بداية الفيلم تبدو الأمور وكأنها تسير في اتجاه محاولة الضابط بشار الإيقاع بالعصابة التي يتزعمها خالد، والتي استطاعت ان تؤلب عليه رؤساءه في العمل مع تعدد حوادث السرقة، في وقت يقف الضابط مكتوف الأيدي خصوصا ويستقي معلوماته من "نور" الفتاة التي انضمت أخيرا لجهاز الشرطة، ولكن بمضي الوقت يتسع نشاط العصابة الإجرامي ويكتشف بشار أنه يلاحق سرابا، لا دليل على اقتحامهم أي مكان سوى صور غير واضحة من بعض الكاميرات.

مصاص دماء

على الجانب الآخر، يجد خالد ورفاقه في "تابوت"، كان قد وصل إليهم عن طريق الخطأ، مصاص دماء من دولة أجنبية لا يجيد الحديث باللغة العربية، فيتولى مهمة الترجمة أحد افراد العصابة، وبالحديث معه يتفتق ذهنهم عن فكرة استغلاله في السرقات، لاسيما أن الكاميرات لا تستطيع رصد تحركاته. وتتوالى الأحداث إلى أن تتكشف للضابط بشار حقيقة أن "نور" تتعاون سرا مع العصابة، ويحاول رصد تحركاتها فينجح في الوصول الى صور لوحات السيارة التي تستخدمها العصابة لتتكشف له حقيقة انها تعود لـ"نور"، هنا يضيق بشار الخناق على خالد وفاطمة إلى أن ينجح في مباغتة العصابة خلال إحدى السرقات، ولكنهم يهربون من المكان قبل وصول الضابط بشار بدقائق، فيلجأ الى حصار منزل فاطمة لنكتشف انها زوجة خالد.

عمر الزهور

وفي مواجهة أولى بين خالد وبشار، تتجلى الحقائق تباعا، ويرصد المخرج هنا كواليس علاقتهما التي تعود لسنوات، حيث كانا في عمر الزهور صديقين رغم الفارق الطبقي الكبير بينهما، إذ ينتمي بشار لأسرة ثرية، بينما خالد ينحدر من أسرة متواضعة، وعندما يقدم بشار على سرقة سيارة والده ويتسبب في حادثة يتوفى على أثرها رجل وزوجته تاركين خلفهم فتاة صغيرة، وإذا بوالد بشار ينقذ ابنه بحكم نفوذه ويلصق التهمة بخالد، الذي يجد نفسه خلف قضبان ويسلك درب الإجرام، وتمر الأيام وتتعاظم الرغبة بداخل خالد للأخذ بالثأر، فتتلاقى رغبته مع "نور" التي تسبب بشار في وفاة والديها، ويقترن خالد بها ويمضيان في طريقهما للانتقام من بشار.

وفي نهاية الفيلم تتكشف لنا حقيقة أخرى أن الضابط بشار هو من اختلق قصة مصاص الدماء، للإيقاع بخالد ونور بالتعاون مع بعض افراد عصابة خالد، فكان له ما أراد.