تفاعلت في واشنطن ما باتت تعرف بـ «فضيحة زيلينسكي»، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ طالب نائب الرئيس الأميركي السابق مرشّح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في 2020، من خصمه الرئيس دونالد ترامب بالكشف علنا عن نص مكالمة هاتفية تردد أنه قدّم خلالها «تعهداً» غير لائق لزعيم دولة أجنبية، كشَفَ عنها عميل في الاستخبارات الأميركية، وقد يكون الرئيس طلب خلالها من نظيره الأوكراني تزويده بمعلومات حول نجل بايدن، هانتر.

وقال بايدن، أمس الأول، «على أقل تقدير، يجب أن ينشر ترامب على الفور نص المكالمة المذكورة، لكي يتمكن أفراد الشعب الأميركي من الحكم بأنفسهم».

Ad

ووجهت اتهامات إلى البيت الأبيض بالضغط على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن، وفقاً للعديد من التقارير في وسائل الإعلام الأميركية.

وظهرت الأزمة في الأيام القليلة الماضية، عندما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أحد مسربي وكاشفي المعلومات في دائرة الاستخبارات الأميركية تقدّم بشكوى، تركزت فيما يبدو حول مكالمة هاتفية لترامب مع زعيم أوكرانيا الجديد فولوديمير زيلينسكي.

ودعا بايدن ترامب إلى «توجيه أمر الى مكتب مدير الاستخبارات الوطنية لوقف المماطلة، والكشف عن بلاغ مسرّب المعلومات إلى الكونغرس».

وأضاف بايدن: «إذا كانت هذه التقارير صحيحة، فلا توجد حدود لنيّة الرئيس ترامب في إساءة استغلال سلطته وإهانة بلادنا».

وكان ترامب قد نفى في وقت سابق ارتكاب أي مخالفات، ووصف في حديث إلى الإعلاميين بالمكتب البيضاوي، المزاعم الأخيرة بأنها «مهمة قرصنة سياسية» من قبل خصومه.

وقال وقد بدا الغضب عليه، إن محادثاته مع الزعماء الأجانب «دائما ما تكون مناسبة ولا تشوبها شائبة»، متهما مسرب وكاشف المعلومات بأن «له دوافع حزبية».

ومنذ صباح أمس الأول، نشر ترامب تغريدات عدّة بهذا الخصوص، واتّهم في إحداها «الديمقراطيّين الراديكاليين وشركاءهم في وسائل الإعلام المزيّفة» بالتجاسر عليه.

ويرغب النوّاب الديمقراطيون من جهتهم في معرفة ما إذا كان سيّد البيت الأبيض طلب من نظيره الأوكراني تزويده معلومات من شأنها إلحاق الضرر ببايدن أو بأحد من أفراد عائلته.

وعمل نجل بايدن، هانتر، لمصلحة مجموعة غازية أوكرانية منذ 2014، حين كان والده نائباً للرئيس السابق باراك أوباما.

وكان عميل الاستخبارات المذكور قدّم بلاغاً رسمياً في 12 أغسطس إلى المفتّش العام لأجهزة الاستخبارات الأميركيّة، مايكل اتكينسون، الذي اعتبر بدوره أنّ المسألة حسّاسة بما يكفي لإبلاغ «الكونغرس» بها بشكل عاجل.

ومثُل اتكينسون الخميس الماضي، في جلسة مغلقة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الذي يُسيطر الديمقراطيّون على غالبيّة مقاعده.

غير أنّ رئيس اللجنة آدم شيف، أسف في أعقاب الجلسة «لأنّنا لم نحصل على أيّ إجابة، لأن وزارة العدل ومدير الاستخبارات الوطنيّة لم يتيحا للمحقّق العام الدخول في التفاصيل».

وأضاف: «لا نملك البلاغ، ولا نعرف إذا كانت المعلومات الصحافية دقيقة أم لا».

من ناحيتها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن «مصادر مطلعة»، أن الرئيس ترامب ضغط على زيلينسكي أكثر من مرة للتحقيق في أمر نجل بايدن.

وفي مقابلة مع شبكة CNN، قال رودي جولياني، المحامي الخاص للرئيس الأميركي، إنّه طلب من كييف التحقيق بشأن نجل بايدن، وبالأخص «النظر في الادعاءات التي تورّط جو بايدن بشكل غير مباشر في فضيحة فساد».

وأعادت هيلاري كلينتون، منافسة ترامب في انتخابات 2016 الرئاسية، نشر هذه المقابلة في تغريدة أمس الأول، وكتبت: «الرئيس طلب من سلطة أجنبية مساعدته في انتخابات. لمرة جديدة».

وتحيل تغريدة كلينتون بشكل مباشر إلى الشكوك السابقة حول التواطؤ بين فريق حملة ترامب وموسكو في 2016.