• حدثينا عن ملامح زيارتك للكويت... بم بدأت؟

Ad

- أول لقاء عقدته خلال هذه الزيارة كان مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وكان ناجحاً جداً، حيث استعرضنا احتمالات تمويل مشروع في المنطقة الشمالية الشرقية من البرازيل، لمساعدة صغار المزارعين في تلك المنطقة في 9 مجموعات انتاجية، وقد طلبت من الصندوق نحو 50 مليون دولار لتمويل هذا المشروع الذي يهدف في الأساس إلى الحدّ من الفقر في هذه المنطقة وإخراج هؤلاء المزارعين من تحت خط الفقر.

• وما الفائدة التي ستعود الصندوق الكويتي؟

- القرض سيكون بفوائد معقولة، والحكومة البرازيلية هي التي ستكفل تسديد هذا القرض، لأنه يهدف إلى تمويل الري والطاقة الكهربائية للمزارعين الفقراء.

• هل في الأفق خطة لتوسيع حجم التبادل التجاري مع الكويت، ليتجاوز تجارة القهوة والدجاج المثلج؟

- بعد اجتماعنا مع مسؤوولي الصندوق، توجهنا إلى الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، كما توجهنا إلى إدارة سلامة الأغذية في الهيئة العامة للغذاء والتغذية، حيث اتفقنا على نحو 98 في المئة من بنود إصدار الشهادة الصحية لإعادة استيراد لحوم الأبقار البرازيلية التي كانت منعت قبل فترة من دخول الكويت بسبب مرض جنون البقر، ولكن تبقى تفاصيل طفيفة معلقة، لا يزال الجانب الكويتي يدرسها قبل الاتفاق النهائي على إصدار هذه الشهادة، وأتوقع أن تبدأ مبيعاتنا الى الكويت الأسبوع المقبل، وأتمنى أن تكون اليوم قبل الغد، ولو تم فتح سوق اللحوم بالكويت للأبقار البرازيلية، لبلغ حجم الاستيراد نحو 150 مليون دولار سنوياً، أضف الى ذلك،أنه لو كان لدينا خط مباشر من بلدنا الى الكويت، لكنّا ورّدنا لحوماً طازجة وبشكل يومي.

كما أن هناك خبراً جيدا يتمثل في سماح الكويت باستيراد العسل البرازيلي، الذي نحاول منذ نحو 3 سنوات، توريده إليها، والآن تمكّنا من فتح السوق الكويتي أمام هذا المنتج، كما ناقشنا التعاون التقني والعلمي في تربية النحل.

• هل يشمل التبادل التجاري بين البلدين الثروة السمكية؟ وكم يبلغ حجمه هذا التبادل؟

تم تناول موضوع الثروة السمكية واستزراعها في الكويت، وإن كان معقّداً إلى حدًّ ما بسبب القوانين البرازيلية، ولكننا نأمل في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، حل هذه المشاكل، وفي هذا الإطار قدمت بلادنا خبرتها في هذه المسألة من خلال زيارة سابقة قام بها الوزير السابق للكويت، كما أنني وضعت تحت تصرف الجانب الكويتي، الوكالة البرازيلية للأبحاث الحيوانية والزراعية والتي هي أيضاً مختصّة بتربية الأسماك، على أن يتم التعاون مع معهد الكويت للابحاث العلمية.

الأمازون رئة البرازيل... والاعتناء بها يناقض الدعايات المغرضة

نفت وزيرة الزراعة والثروة الحيوانية البرازيلية تيريزا كريستينا أن تكون بلادها تعمدت التأخر في إطفاء حرائق غابات الأمازون، التي امتدت إلى 5 دول أخرى، بسبب خلاف مع فرنسا وأوروبا، مبينة أن "هناك حرائق سنوية ليس فقط في البرازيل، بل في معظم دول العالم وحتى في سيبيريا".

وشددت على أن "في البرازيل قوانين صارمة تتعلّق بحماية البيئة، فقد أقرّ البرلمان قوانين وعقوبات مغلظة ضدّ من يرتكب جرائم بحق الغابات، سواء بحرقها أو بقطع أشجار فيها"، مشيرة إلى أن الحكومات السابقة في البرازيل قد تكون أساءت استخدام هذه القوانين البيئية بتعطيل نمو الإنتاج الزراعي، مع انتشار حركات التنقيب غير الشرعية للبحث عن المعادن داخل الغابات الامازونية التي تمتد مساحتها إلى 8.5 ملايين كيلومتر مربع".

أما عن اتهام الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، بأنه ليس متحمّساً كثيراً لمسألة المناخ والبيئة، فأجابت مبتسمة: "حتى لو أراد الرئيس ذلك، فإنه لا يستطيع، هناك مبالغة في تفسير تصريحاته، وما حدث هو أن الحكومات السابقة استخدمت قضية حماية البيئة لكبح جماح تطوّر وازدهار المجال الزراعي"، معقبة: "المنطقة الأمازونية كبيرة جداً وهي تتبع لنحو 9 دول أوروبية، ومن الصعب جداً مراقبة كل هذه المنطقة، فثمة أراض لشعب البرازيل الأصلي، أي الهنود، الذين يتّجهون في بعض الاحيان إلى اشعال بعض الحرائق الصغيرة خلال ممارستهم لطقوسهم الدينية وللزراعة، والقانون يسمح لهم بذلك".

وأضافت أن هناك من يتعمّد إشعال الحرائق لبيع الأراضي والاستفادة منها، فضلاً عن وجود تنقيب غير قانوني بحثاً عن المعادن الثمينة، مؤكدة أن الأمازون تابعة للبرازيل منذ وجدت قبل 500 عام، وتظهر الصور التي التقطتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن 82 في المئة من الغابة الأمازونية، لا تزال تحافظ على الغطاء النباتي الأصلي، كالأشجار مثلاً.

وبينت أن البرازيل تستخدم لإنتاج الكم الهائل من المواد الغذائية، 8 في المئة فقط من اجمالي مساحة أراضيها الشاسعة، "وأنا أوكد ان البرازيل تعتني جيداً بالأمازون، والرئيس البرازيلي من أهم المحافظين على البيئة، إذ أمر بارسال القوات البحرية والبرية والجوية للمساهمة في اطفاء هذه الحرائق".

وتابعت بأن "الأمازون ليست مهمة فقط للعالم، بل مهمة للبرازيل وللمزارع البرازيلي قبله، فالأمازون ليست رئة العالم، بل رئة البرازيل، وهي العامل الأساسي لتطوير الانتاج الزراعي. والمزارع البرازيلي يحتاج الى الأمازون أكثر من غيره من المزارعين حول العالم".

ولفتت إلى أن "المزاعم التي تدور حول العلاقة بين إنتاج الغذاء في البرازيل وإزالة الغابات وحرقها في منطقة الأمازون والتي تدعمها الدعايات المغرضة على صعيد دولي هي مشوهة ولا تطابق الواقع"، معقبة بأن "المشكلة في الأمازون موجودة وتعالجها الحكومة بالجدية التي تستحقها، وتحققت من ذلك بنفسي في زيارة قمت بها أخيراً إلى هناك".

وذكرت أن قيمة الخدمات المقدّمة للغابات البرازيلية تتجاوز قيمة جميع الخدمات البيئية المقدمة، ووصلت في عام 2017 إلى نحو 4.4 مليارات ريال برازيلي في المنتجات المستخرجة، مثل الكستناء والآساي، التي تعول آلاف العائلات، لاسيما في منطقة الأمازون.

وقد جئت الى هنا لأخاطب الكويتيين وجهاً لوجه، فالعلاقات الكويتية البرازيلية ذات تاريخ عميق ومشرّف، وأنا أتيت لا لتوسيع علاقات الصداقة بيننا فقط، بل كذلك لترسيخ العلاقات الاقتصادية والتجارية، وقمت بتوجيه الدعوة لرئيسة اللجنة العليا لسلامة الأغذية في الهيئة العامة للغذاء والتغذية

د. ريم الفليج ورئيس الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية الشيخ محمد اليوسف لزيارة البرازيل وللاطلاع عن كثب على التكنولوجيا والأبحاث التي تقوم بها وكالتنا في البرازيل.

أما التبادل التجاري مع الكويت فيبلغ 239 مليون دولار سنوياً، منها 85 مليوناً منتجات زراعية معظمها من الفواكه.

الذبح الحلال

• هل تتخذون إجراءات للتأكد مما إذا كانت المسالخ وأماكن الذبح البرازيلية تتبع قواعد الذبح الحلال الخاصة بالمسلمين؟

- وزارتنا لا تتدخل في شهادات تتصل بالأمور الدينية، ولكن لدينا علاقات جيدة مع المؤسسات التي تصدر الشهادات المتعلّقة بالذبح الحلال، ونقوم بزيارت البلدان الاسلامية التي تستورد منتجاتنا لطمأنتها بشأن كل ما يمكن أن يقلقها بهذا الشأن. مع العلم أن البرازيل هي من أفضل الدول تطبيقاً لمسألة الذبح الحلال، والمسالخ البرازيلية تدرّب كوادر لتأمين احتياجات الدول الاسلامية، وهناك مؤسسات اسلامية لديها أكثر من ألف موظف يعملون في المسالخ، وخلال زياراتي لكل الدول العربية والاسلامية، لم أسمع إلا عبارات المديح لما تقوم به بلادنا والمؤسسات التي تصدر هذه الشهادات.

نتائج الجولة

• وماذا عن نتائج زيارتك لمصر والسعودية؟

- في القاهرة، التقيت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وبحثنا العلاقات بين البرازيل والدول العربية واستمرارية تعزيزها، وبعد اجتماعي بوزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري عز الدين أبو ستيت، اتفقنا على فتح السوق المصري لمنتجات الحليب ومشتقاته، مثل أنواع الزبدة والأجبان، بما يقدر بـ8 مليارات دولار سنوياً، نظراً الى أن عدد سكان مصر حالياً يتجاوز 100 مليون نسمة.

وفي هذا الاطار، سيواجه المصدّرون البرازيليون في هذا القطاع منافسة من دولتي هولندا ونيوزيلندا، الموردتين الرئيسيتين حالياً لهذه المنتجات إلى السوق المصري، لكن البرازيل تتمتع بميزات إضافية كالرسوم والتعريفات الجمركية المخفّضة الناجمة عن اتفاقية التجارة الحرة التي عقدتها دول "الميركوسور" مع مصر، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ عامين.

كما طلبت مصر أنواعاً كثيرة من الفواكه كالعنب والبرتقال إضافة إلى الثوم، وطلبت أيضاً استيراد نحو 10 آلاف رأس ماعز، اضافة الى بعض منتجات الأعلاف، كما طلبت مصر مساعدة البرازيل في مشروع لإنشاء مزرعة نموذجية لتربية الأبقار لإنتاج الألبان واللحوم، على أن تتولى البرازيل التعاون بتقديم المواد الوراثية والخبرات، وقد أبدينا استعدادنا للتعاون، وطلبتُ من من المسؤولين المصريين إيفاد بعثة تقنية إلى البرازيل للتعرّف على تجربة الهيئة البرازيلية للأبحاث في الزراعة وتربية الماشية (Embrapa)، والتحدث مع شركات القطاع الخاص.

زيارة السعودية

• وماذا عن زيارة السعودية؟

- تم فتح السوق السعودي أمام ثلاثة منتجات هي: البيض والفواكه والمكسرات، وطالبنا سلطات المملكة برفع الحظر الذي كان مفروضاً على أربعة مسالخ برازيلية كانت ممنوعة من تصدير الدجاج، وسيقوم وفد سعودي بزيارة هذه المسالخ للتأكد من أنها تتبع اجراءات الذبح الحلال، وليس أساليب الصعق، ودعتنا المملكة إلى الاستثمار فيها لإنتاج الدجاج ومنتجاته، وهناك شركتان برازيليتان عملاقتان، تنويان الاستثمار هناك، والمفاوضات في هذا الشأن بلغت مرحل متقدّمة.

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية من الأسواق المهمة بالنسبة للبرازيل، خصوصاً في قطاع لحوم الدجاج، فقد أرسلت البرازيل في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، 280 ألف طن من لحم الدجاج إلى المملكة، وهو رقم يمثل نموّاً بنسبة 5 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

المراعي والبيئة

• هل هناك خطوط عامة تحرصين على توضيحها وتطبيقها في الوزارة؟

- دائما أشجع على إعادة تأهيل المراعي المتدهورة، وتبني الممارسات الكفيلة بتكامل العلاقات في الغابات بين المحاصيل والماشية واعتماد الزراعة المباشرة دون حراثة، كما أن هناك إجراءات وتدابير مستدامة يعتمدها قطاع الزراعة من حيث اهتمامه بالبيئة، ففي وقت تسعى البرازيل إلى زيادة إنتاجية ونوعية الزراعة فيها، فإنها تعمل على تطوير آليات لحماية بيئتها.

وأحب أن ألفت هنا إلى أن الحفاظ على البيئة ليس مصدر قلق للحكومة البرازيلية فحسب، بل يشغل ذلك اهتمام المزارعين أنفسهم، وفي موازاة ذلك فإن قانون الغابات البرازيلي أداة فعالة لحماية الغطاء النباتي الأصلي، ويتطلب المحافظة على 25 في المئة على الأقل من مساحة الممتلكات الخاصة في مناطق السيرادو على شكلها الأصلي، وتصل هذه النسبة إلى 80 في المئة لاستخدام الأراضي في مناطق الوحدات الأحيائية من الأمازون، إضافة إلى ذلك كانت وزارة الزراعة وما زالت تشجع ممارسات الإنتاج المنخفضة الكربون.

• بعدما باتت البرازيل منافسة في سوق الطائرات... هل هناك إمكانية لفتح أسواق الخليج والكويت أمام الطائرات البرازيلية على غرار الأردن؟

- أنا متأكدة أن شركاتنا مهتمة جداً بالتعامل مع الكويت وبيع منتجاتها إليها.

السياحة

• الترويج للسياحة إلى البرازيل ضعيف جداً نظراً لعدم وجود خط مباشر بين البلدين فما تعليقك؟

- البرازيل بلد كبير، والمشكلة التي نعانيها هي البنى التحتية، هناك مناطق رائعة، وأنا سأتحدث مع وزير السياحة حول هذا الموضوع. البرازيل كانت بلداً مغلقاً، وحكومة الرئيس بولسونارو ليبرالية جداً رغم أنه رجل محافظ، ولذلك فهو يتعرّض لهجمات من كل الاتجاهات لأن سياسته فتح السوق البرازيلي للاستثمارات أمام الشركات الأجنبية، ومجال الطيران، كان مغلقاً للغاية، ولكن الأمور بدأت تنفتح شيئاً فشيئا.

كما أن هناك قانوناً جديداً يسمح لشركات الطيران الأجنبية بامتلاك 90 في المئة من الخطوط الداخلية، ومرحباً بطيران الخطوط الجوية الكويتية في بلدنا.

اختتام الزيارة

اختتمت الوزيرة البرازيلية أمس زيارتها للكويت، التي استمرت ثلاثة أيام، ورافقها خلالها وفد من مسؤولي هيئة الأغذية البرازيلية وعدد من رجال الأعمال, وتناولت في لقاءاتها مع عدد من المسؤولين بحث سبل التعاون والاستثمار المشترك، لاسيما أن الكويت من أبرز مستوردي المواد الغذائية البرازيلية، وعلى رأسها الدجاج المثلج.