في أقوى صفعة يوجّهها الى منافسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض زعيم حزب "أزرق أبيض"، الوسطي بيني غانتس، أمس، دعوة نتنياهو إلى أن يُشكّلا معاً حكومة وحدة ويتناوبا على رئاستها، بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات العامة التي جرت أمس الأول، تقارباً حاداً بينهما يحول دون إمكان أن يُشكل أحدهما ائتلافاً حكومياً.

وقال رئيس أركان الجيش السابق، إنه يريد أن يكون رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي يجب أن تنبثق من هذه الانتخابات، وأضاف قبل اجتماع مع كوادر حزبه "الإسرائيليون يريدون حكومة وحدة، وأنا أريد أن أُشكل هذه الحكومة، على أن أتولى رئاستها. الشعب صوّت بوضوح لمصلحة الوحدة".

Ad

ورغم عدم إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، ومع فرز 97 في المئة من الأصوات، تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى حصول تحالف أزرق أبيض على 33 مقعدا في البرلمان، و31 مقعدا لليكود من أصل 120 مقعدا.

وفي هذا السياق، قال غانتس: "حتى الآن، حصل أزرق أبيض على 33 مقعدا، بينما لم يحصل نتنياهو على الغالبية الكافية لتشكيل الائتلاف، كما كان يأمل، في المقابل، نحن لدينا غالبية المقاعد، ويجب أن أترأس الحكومة المقبلة، سنستمع إلى الجميع، لكننا لن نقبل فرض الإملاءات علينا".

من ناحيته، أعلن موشي يعلون، أحد القيادات البارزة في الحزب، للصحافيين خلال فعالية حضرها غانتس: "لن ندخل في ائتلاف يتزعّمه نتنياهو".

كما سخرت مصادر من حزب "أزرق أبيض"، من دعوة نتنياهو الملقّب "بيبي"، واعتبرت أنها "حيلة إعلامية بائسة".

ونقلت "هيئة البث الإسرائيلي" عن المصادر تساؤلها: "منذ متى يدعو الخاسرون الفائزين؟"، مؤكدة أن "أزرق أبيض هو الذي سيشكّل الحكومة".

نتنياهو

ورداً على رفض غانتس، كتب نتنياهو على "تويتر": "أنا مندهش ومحبط من حقيقة أنه، حتى الآن، ما زال بيني غانتس يرفض دعوتي للقاء. عرضي بأن نجتمع ما زال قائما يا غانتس. هذا ما يتوقعه المواطنون منّا".

وفي وقت سابق، أحدث نتنياهو مفاجأة بدعوته غانتس الى أن يشكلا معا حكومة وحدة، بعدما كان قد دعا الى تشكيل حكومة يمينية.

وفي موقف بدا بصبغة "استسلامية" بعد فشله في حصد الغالبية، قال نتنياهو في تصريح مصور إنه يفضل "تشكيل ائتلاف يميني، لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن"، مؤكدا أنه بذلك "لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين".

وتشكّل دعوة نتنياهو تطورا كبيرا بعد الانتخابات العامة التي جرت أمس الأول، وقد لا تسمح له بالبقاء في منصب رئيس الوزراء الذي شغله لـ13 عاما.

وفي تعليقات لاحقة خلال مراسم حضرها غانتس أيضا لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز، قال نتنياهو إن عرضه لا يحمل شروطا مسبقة. وتصافح نتنياهو الذي ارتسمت البسمة على وجهه مع غانتس بحرارة.

ولمح نتنياهو إلى إمكان التناوب على رئاسة الوزراء مع غانتس، مشيرا إلى أن بيريز اليساري شكّل ائتلافا مع إسحق شامير الذي كان من التيار المحافظ تناوبا فيه على رئاسة الوزراء خلال الفترة من 1984 إلى 1988.

وقال نتنياهو في كلمته "عندما لم يتحقق فوز واضح في انتخابات الكنيست، اختار شمعون الوحدة الوطنية، واتفق مع إسحق شامير على التعاون للوصول بإسرائيل إلى بر الأمان". وأضاف: "في هذه الانتخابات أيضا، لم يتحقق فوز واضح. وإنني أدعوك يا بيني، فلنعمل معا للوصول بدولة إسرائيل إلى بر الأمان مرة أخرى".

ريفلين

أما الرئيس رؤوفين ريفلين، الذي يتولى منصباً شرفياً إلى حد كبير، ويحظى باحترام واسع في إسرائيل، فرحّب بدعوة نتنياهو. ويقضي القانون بأن يكلف الرئيس أحد زعماء الأحزاب بتشكيل حكومة بعد إعلان نتائج التصويت النهائية.

وحرصت صحيفة "جيروزاليم بوست" على التذكير بأن يومين مرّا على الانتخابات العامة من دون أن يتصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنتنياهو.

وكان ترامب قد قال في تصريح أمس الأول، رداً على سؤال عما إذا كان اتصل بنتنياهو بعد الانتخابات: "لم أتصل، النتائج تتوالى، إنها متقاربة جداً. انظروا، علاقتنا هي مع إسرائيل. لننظر ما الذي سيحدث".

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة إلى أوسلو، أمس الأول، رفضه حكومة إسرائيلية جديدة برئاسة نتنياهو.

وقال للصحافيين ردّاً على سؤال عن أي حكومة إسرائيلية مقبلة يفضّل "موقفنا هو ضدّ نتنياهو".