الكثير منا يحلم بالحرية ولكن القليل يعرف معنى الحرية الحقيقية التي سعت إليها الشعوب الحرة المناضلة من أجل حريتها وكرامتها، لذا تفوقت تلك الشعوب على البقية الأخرى التي تجهل المعنى الحقيقي للحرية.

حريتنا الحقيقية مقيدة بالكثير من القيود، منها ما هو تشريعات مقيدة، ومنها ما هو عادات وتقاليد، ومنها ما هو دخيل علينا مصدره خارج حدود عقيدتنا وأخلاقنا ومبادئنا، فاختلط علينا الأمر لنجهل الحرية الحقيقية ونختلف حولها، كالذي أضاع صيده في غباره، فانقلبت الصورة، وأصبحت الصورة عتمة مظلمة في ظل إعلام مشوه وشخصيات تاريخية متقلبة تخلت عن أبسط مطالبها، ومال فاسد سطا وتسلط لخدمة الفاسدين ليهدم آخر معاقل الحرية ومبادئها، ويشوه وجهها الجميل، ويجعلها حبيسة جدار لا أحد يستطيع القفز من علوه ليرى نور الحرية، لنجتمع داخل هذا السور العظيم الذي زرعوا داخله بذور التفرقة والكراهية والعبودية والتخلف، وزرعوا الرياء والنفاق والكذب، وزرعوا الظلم والتسلط والفجور في الخصومة، ومنعوا عنا كل ما هو مفيد، لنتضور جوعاً وعطشاً فإما أن نموت أو نأكل من زرعهم الخبيث.

Ad

يعني بالعربي المشرمح:

جميعنا بحاجة للحرية الحقيقية بدءاً بمؤسساتنا الدستورية وإعلامنا، نزولا للشارع والمجتمع لنكسر قيودهم ونزرع بذوراً مفيدة لوطننا ومستقبل أجيالنا قبل فوات الأوان، لذلك يجب ألا نطالب بالحرية لفئة اعتقلت أو سجنت أو نفيت، فالمطالبة الحقيقية هي الحرية للجميع.