في الفترة التي تلت سقوط الطاغية صدام شهدت العلاقات الكويتية العراقية تطوراً ملحوظاً على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والشعبية بفضل السياسة التي أرسى ركائزها حكيم الكويت وقائد الإنسانية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، القائمة على أسس الاحترام للعلاقات وحسن الجوار والمصالح المشتركة بين البلدين.

هذه العلاقة تجلت بأبهى صورها عند استقبال سموه في زيارته الأخيرة لجمهورية العراق على المستوى الرسمي والشعبي من رسائل حب وعرفان لشخص سموه التي تم رصدها من خلال الإعلام الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي على صفحات "فيسبوك" و"تويتر".

Ad

تابعت خلال الأيام ردود الأفعال حول ما أثير عن موضوع لجوء دولة العراق برسالة لمجلس الأمن يشكو الكويت باتباع سياسة فرض الأمر الواقع، من خلال إحداث تغييرات جغرافية في الحدود البحرية، حيث وفق الإعلامي حسين جمال في مقابلته على قناة الحدث، وكذلك الكاتب الصحافي خالد الطراح في مقالة له تحت عنوان "الاحتجاج العراقي بين الادعاء والحقيقة!" في الرد عليها.

رسائل الامتنان لحكومة الكويت وشعبها من قبل حكومة العراق وشعبه متعددة وكثيرة، وقد عبر عنها في أكثر من مناسبة، فالكويت مدت يدها للشعب العراقي منذ اللحظات الأولى لسقوط الطاغية، حيث فتحت حدوها البحرية والبرية نحو إعادة إعمار العراق وساهمت في دعمه لمواجهة الإرهاب.

العراق مازال يمر في مرحلة التعافي بعد الحرب الطائفية التي فرضت عليه، ناهيك عن مخلفات فلول حزب البعث التي خسرت كل معاركها، لذلك لم أستغرب من وجود أمثال النائبة السابقة عالية نصيف، الباحثة عن الشهرة أو إيجاد موقع قدم لها في الانتخابات القادمة، ولن تكون هذه النائبة الأخيرة التي ترقص على آلام الشعب العراقي، لكن مادام هناك عقلاء ستختفى هذه الأصوات إلى الأبد.

مصالح الشعوب تقوم على تبادل المنفعة الاقتصادية كمدخل آمن للاستقرار الاجتماعي والسياسي، ولا أظن أن هناك عاقلاً يزايد على أهمية التعايش السلمي، فالمنطقة ومنها الكويت والعراق عانيا وعاشا فصول تهور المقبور صدام وحروبه العبثية.

عدم نسيان الغزو العراقي لدولة الكويت لا يعني عدم التسامح والمضي قدماً نحو تحسين العلاقة بين البلدين، فالجغرافيا لن تتغير، لكن المتغير يكمن في إدراك الشعوب أخطاء الماضي وعدم تكرارها، فالكويت ومنذ نشأتها دخلت في معارك كثيرة كانت محصلتها المزيد من اللحمة الوطنية.

الكويت تمد يدها لكل الأشقاء وترغب في مشاركتهم رؤيتها الاقتصادية من خلال مشروع الحرير الذي يمكن للعراق أن يكون إحدى ركائزه والاستفادة منه في إعادة الإعمار في العراق وسورية على حد سواء.

ودمتم سالمين.