قدَّم الفنان عبدالهادي شلا في معرض "أهازيج شرقية" بقاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم للجمهور ما توصل إليه في بحثه الفني حول مفردات التراث بأسلوبه التجريدي.

افتتح المعرض الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش، بحضور عدد من الفنانين.

Ad

وقال د. الدويش إن "أهازيج شرقية" يُعد أحد أهم المعارض التي تم اعتمادها من قطاع الفنون للفنان عبدالهادي شلا، ويحتوي على 44 لوحة فنية تعبِّر عن المدرسة التجريدية، لافتا إلى أن تلك اللوحات تتضمن الكثير من التعابير عن التراث.

وأعرب عن سعادته بوجود الفنان شلا، لافتا إلى أن معرضه هذا العام لعرض تجربته التشكيلية، لأنه يحاكي مفردات مهمة في التاريخ الشرقي.

من جانبه، شكر شلا "الوطني للثقافة"، على ما قدمه لإنجاح المعرض وحضوره، وقال: "لستُ غريبا على الساحة التشكيلية الكويتية، لأن مشواري الفني بدأته من الكويت في أوائل السبعينيات، مع عودة الرعيل الأول من الفنانين الكويتيين من بعثاتهم الدراسية في الخارج، فكنت مشاركا بجميع النشاطات والمعارض الجماعية، وأقمت معارض فردية كثيرة، منها برعاية (الوطني للثقافة)، وتربطني علاقة قوية جدا بالمجتمع الكويتي، ولوحاتي منتشرة في أماكن كثيرة، حيث أعتز بواحدة منها، وهي من أوائل ما تم اقتناؤه من أعمال من المجلس الوطني".

بحث وتجربة

وتابع شلا: "المعرض يحتوي على 44 لوحة من تجربتي. بحثي الفني حول التراث بدأ عام 1987 وحتى الآن. أنا أبحث وأجرب وأعيد ترتيب وبناء جوهر الوحدات التراثية بالشكل التي ظهرت عليه، فكل لوحة لها خصوصيتها ونفسها الخاص، لكنها ليست خارج السياق، ضمن مجموعة أو أسس محددة".

وأوضح أن كل خط ووحدة زخرفية ولون له قيمته المدروسة والمحسوبة والضرورية، وبعض الأعمال يضطر إلى أن تأخذ أربع أو خمس طبقات لونية حتى تصل إلى الشكل الذي يتوافق مع أسس البحث الفني الذي قام به.

وأشار إلى أن اللوحات أرقام وليست أسماء تقليدية لأنها بحث واحد، وأن اسم المعرض هذه المرة بعنوان "أهازيج شرقية"، والأهزوجة هي الأغنية الخفيفة الشعبية التي تتوافق مع الأسس التي نعمل عليها.

جيل جديد

وأشار شلا إلى أن التجربة بها معروضات لأعمال من إنتاج الثمانينيات والسبعينيات، كنوع من التلميح كيف بدأت معه هذه التجربة وهذا المشروع الفني حتى وصل إلى الإنتاج في عام 2019.

ولفت إلى أنه لم يتوقف خلال هذه السنوات، فقد أقام الكثير من المعارض في كندا وخارجها، كان آخرها بالقاهرة في فبراير الماضي، وجاء المعرض بعنوان "نحن معكم"، وشارك فيه فنانون من فلسطين ومصر. أما المحتوى، فيتضمن نفس التجربة والبحث الذي عمل به، وأن الجيل الجديد من الفنانين يتعرف على تجربته بعد غياب، والجيل الأول يعرفون تطور تجربته.

جمهور ذواق

وذكر أن "الوحدات الزخرفية الموجودة في الأعمال، والتي تحولت إلى أسلوب تجريدي، لم تأتِ بافتعال، أو أنني أحب أن أغيِّر أو أبدِّل، فأنا أرسم Figure بموضوع إنساني، وكانت الوحدات الزخرفية مهمة، وأصبحت الغالبة والسائدة".

وتمنى شلا من الجميع أن يتقبل ما يعرضه، مؤكدا أن "الجمهور في الكويت ذواق مع وجود فنانين كثر، وحركة فنية نشيطة جدا".

وأوضح أنه تعدى مرحلة Figure، بعد سنوات رسمها، والآن يرسم التجريدي بشخصيته، فهو الذي اختارها، ووضع عناصرها ووحداتها، وفق رؤيته الشخصية، بعد احتراف فني في هذا المجال لمدة 45 سنة. وتابع: "أعتقد أنني وصلت إلى ما أريده، والدليل شهادات المختصين من المتاحف والمعارض" الذين عرفوا أعماله وطلبوها، مضيفا أن الفن التشكيلي يتوجب أن يكون في تطور، لأن اللوحة التي وجدت في السبعينيات ليست موجودة الآن، فالإنسان ذاته تطور، وفي الفن يتطور مثل أي شيء آخر.