في جديد التطورات الدراماتيكية بعالم الطاقة، وفي موقف يشكل تحدياً لافتاً لسياسة الهيمنة الأميركية، قالت مجلة بتروليوم ايكونوميست في عددها الأخير إن الصين تعتزم استثمار 280 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في إيران، التي تتضرر بشكل رئيسي من إجراءات الحظر التي تفرضها الولايات المتحدة عليها.

وأضافت المجلة، التي تصدر في لندن والمتخصصة في شؤون الطاقة، أن إيران سوف تمنح في المقابل الشركات الصينية حق الأولوية في المشاركة بالمناقصات المتعلقة بأي مشاريع جديدة أو مجمدة أو غير مكتملة لتطوير حقول النفط والغاز والبتروكيماويات في إيران، إضافة الى تقديم الكوادر والتقنية اللازمة لتنفيذ تلك المشاريع مع الحصول على خصم اجمالي ضمن اتفاق تعاون مشترك يصل الى 32 في المئة على جميع المنتجات النفطية والغازية والبتروكيماوية من ايران.

Ad

واللافت في هذه الخطوة من جانب الصين أنها تأتي بعد أنباء عن اتفاق الولايات المتحدة معها على استئناف محادثات التجارة التي أثارت الكثير من مشاعر الخوف والقلق في أوساط التجارة بالعالم، وذلك في أكتوبر المقبل، كما أنها تمثل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق حول قضايا التجارة بين العملاقين، في ظل تبادل فرض تعرفات جديدة مثيرة للجدل.

يذكر أن الأخبار الميدانية أشارت إلى هبوط أسعار النفط في بداية التداول يوم الجمعة الماضي، ولكنها عاودت التحسن بعد صدور تقرير عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أسهم إلى حد كبير في تبديد المخاوف من حدوث ركود وشيك في الاقتصاد العالمي بصورة عامة.

في غضون ذلك، تكافح منظمة أوبك من أجل إثبات قدرتها على كبح هبوط أسعار النفط في عهد الرئيس الأميركي الذي اشتهر بالمزاجية وعدم التروي دونالد ترامب، ووسط أوضاع متردية للنمو العالمي وتفاقم النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وأثار ذلك المسار من جديد أسئلة حول قدرة هذه المنظمة على فرض نفوذها على أسواق الخام الدولية، وخصوصاً في وقت يترقب المتداولون تغريدة جديدة من الرئيس ترامب حول مستقبل الطاقة في العالم.

وتتمثل أعباء منظمة أوبك في إثبات امتلاكها للأدوات والطرق اللازمة والملائمة من أجل تحقيق أهدافها وطموحاتها بعدما أسفرت قيود الإمداد والخسائر التي حدثت في إيران وفنزويلا عن هبوط حصة المنظمة في أسواق النفط العالمية إلى أدنى مستوى منذ سنوات كثيرة.

يشار إلى أن الولايات المتحدة حققت أكثر من ضعف إنتاجها من النفط في العقد الماضي وأصبحت أكبر منتج للخام في العالم. وفي غضون ذلك توسعت صناعة النفط الصخري الأميركية بمعدلات سريعة تهدد الجهود التي تقودها منظمة أوبك لتخفيف مخاوف الطلب.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال محلل لدى "جي بي مورغان"، في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي، إن الهبوط التدريجي في أسعار النفط خلال السنوات القليلة المقبلة يمكن أن يدفع منظمة أوبك إلى استعادة البعض من حصتها السوقية من الولايات المتحدة.

وكان سعر خام برنت وصل إلى 60.77 دولاراً للبرميل الخميس مرتفعاً بنحو 0.1، في حين تم تداول نفط غرب تكساس الوسيط عند 56.27 دولاراً للبرميل.

ويرى محللون أن الأوساط الاقتصادية العالمية باتت اليوم أكثر حرصاً على تفادي المخاطر وضمان مصادر مستمرة لعمليات التصنيع والإنتاج والحد من التضخم.