لا يزال رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي يتعرض لضغوط قوية من القوى الأساسية الموالية لحكومته، خصوصاً تحالف "سائرون"، الذي يرعاه الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر، وكذلك من القوى المقربة من إيران.

في هذا السياق، تلقى عبدالمهدي إشارات متضاربة من "سائرون"، بينما أشار مراقبون الى أن ضغوط هذا التحالف على رئيس الحكومة "محسوبة ومتوازنة"، وهدفها موازنة الضغوط التي تمارس عليه من القوى المحسوبة على طهران.

Ad

وبعد يومين على إعلان الصدر، الموجود في مدينة قُم الايرانية، أن ما يحدث في العراق يعتبر إعلانا بنهاية الحكومة، محذراً من التحول إلى "دولة شغب"، اعتبر النائب عن "سائرون"، جواد الموسوي، أمس، أن "إقالة عبدالمهدي قريبة جداً، بسبب فشل حكومته في حفظ سيادة العراق وإبعاده عن الصراعات الإقليمية بين أميركا وإيران".

أما زميله النائب عن "سائرون" برهان المهموري، فقد تحدث بنبرة مختلفة، وقال في تصريح نشر أمس، إن تغريدات زعيم التيار الصدري ليست تخلياً عن الحكومة أو سحباً للثقة منها، بل "من أجل تقويم" عملها.

وقال الموسوي إنه "يجب على رئيس الوزراء أن يحصر كل القرارات المصيرية بيده، وعدم السماح بتشتت وإصدار قرارات منفردة بعيدة عن التقلبات السياسية".

وكان الصدر هدد كذلك بأنه في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات صارمة، فإنه سيعلن براءته منها فيما بدا أنه تعليق على الوثيقة التي كشفتها وسائل إعلام محلية ونسبت إلى نائب رئيس "الحشد"، أبومهدي المهندس، يطلب فيها "تشكيل مديرية للقوة الجوية تابعة للحشد، يديرها بالوكالة صلاح مهدي حنتوش"، بينما نفى المكتب الإعلامي لرئيس الحشد، فالح الفياض، صحة هذا الأمر.

من جهة أخرى، دعا عضو مجلس النواب فالح الخزعلي، الى إدراج معارضي تسليح الحشد الشعبي بالدفاعات الجوية في "خانة المتآمرين على العراق".

في الأثناء، ووسط الجدل المتواصل حول دور "الحشد" اقترح رئيس المنبر العراقي اياد علاوي، أمس، تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة تضم ممثلين عن البيشمركة والحشد الشعبي.

وقال علاوي: "لطالما أكدت ضرورة الحفاظ على هيبة وسمعة الوطن، ومنع تعدد القوى العسكرية، لما لذلك من تداعيات سلبية خطيرة"، وأضاف: "الحل الوحيد لتلافي ذلك يكمن في تشكيل قيادة عامة للقوات المسلحة تضم ممثلين عن البيشمركة والحشد المقاتل، بقيادة القائد العام للقوات المسلحة ونائبه وزير الدفاع". وأكد أنه "لا سبيل لاستقرارنا سوى بعراق واحد وجيش واحد وقرار واحد وقيادة واحدة".

في سياق متصل، أكد قائد الشرطة الاتحادية، اللواء جعفر صدام، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر قيادة القوات أنه "في القريب العاجل سيكون وجود قوات الشرطة الاتحادية في جميع محافظات العراق، وسيكون الملف الأمني خاص بها".

بدوره، كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء سعد معن، في المؤتمر الصحافي نفسه أن "هناك جدولة لعملية تسلّم الملف الأمني لقوات الشرطة الاتحادية دستوريا وقانونيا"، مؤكدا أن "بداية الشهر القادم ستستلم القوات مهام 4 محافظات".

وبشأن الخطط الأمنية الخاصة بحماية الزائرين في شهر المحرم، أكد معن أن "هناك استعدادات كاملة لتأمين" هذه المناسبة الدينية.

الى ذلك، لقي 3 جنود مصرعهم أثناء تفكيك عبوات ناسفة في منزل مفخخ بمجمع العدنانية بناحية القحطانية غربي مدينة الموصل، شمال البلاد.