مرَّت علينا جولة جديدة من جولات حزب الله اللبناني مع إسرائيل؛ خطابات وتحدٍّ، ثم مفرقعة على حاملة جنود إسرائيلية فارغة، تلتها دانات مدفعية إسرائيلية على أحراش قرى الجنوب اللبناني دون أن تصيب، بحمد الله، حجراً أو بشراً من أهلنا هناك.

لن نناقش وقائع تلك المسرحية أو الحدث، لأننا في العالم العربي، وحتى الإسلامي، كبرنا ونضجنا، والأغلبية تعرف ما هي وظيفة حزب الله، وما يُطلق عليه "العداء الإيجابي"، الذي يخدم مصلحة المشروعين الصهيوني والفارسي، لكننا سئمنا خطابات حسن نصرالله عن فلسطين والقدس، بل أصبح رياءً مفضوحاً.

Ad

السيد نصرالله، أممت أنت وإيران مقاومة العرب والمسلمين وكفاحهم ضد الصهاينة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، أفلم يحن الوقت لتقدموا للأمة التي تتحدثون باسمها كشف حساب عمَّا فعلتم بها، ومن أجل قضيتها بعد تلك السنوات الطويلة؟!

المقاومة الفلسطينية الوطنية حملت القضية الفلسطينية، حتى أصبح لها مقعد في الأمم المتحدة، وناضلت حتى جلس الصهيوني على طاولة المفاوضات في مدريد وهلسنكي، قبل أن تخربوا خلاص الشعب الفلسطيني بواسطة المتطرفين بالأحزمة الناسفة، وتعطوا الإسرائيلي مخرجاً ليتخلص من التزاماته واتفاقيات السلام التي أبرمها.

واليوم، وبعد ٢٥ عاماً من وضعك يا سيد فوهة سلاحك على رؤوس شعبك، وفرض ما تريده، وقتلكم للشعب السوري، واختراع كل الحركات الأصولية لتبرير جرائمكم ضد الشام الذي نحرتموه، لأن أهله طلبوا الحُرية من حُكم المستبدين العلويين حلفائكم، وأيضاً قتالكم بجانب الروسي الدموي، وتحت حماية الطيران الأميركي في العراق، وبعد نقلكم لتجربة ميليشيات الطوائف إلى العراق واليمن، هل أصبحنا بعد كل ذلك أقرب لتحرير القدس والجولان، أم أن العالم قد استصغرنا، وأعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل، والجولان جزء من أراضي الكيان العبري؟

بعد كل ذلك أصبح المشرق العربي كيانات ممزقة ومهددة تبحث عن سلامتها، وأضحت إسرائيل القوة الوحيدة الكبرى التي تخشاها يا سيد نصرالله، لذلك قمت بمسرحية أفيميم المفضوحة؛ نصاً وإخراجاً، لذا نرجوك أن تحترم العمامة، ولا تحدثنا بعد اليوم عن القدس والجولان، ولتكن صادقاً معنا ومع نفسك وجمهورك، وتخبرنا أين وصل مشروعكم الحقيقي لإعلان دولة ولاية الفقيه؟ واتركوا القدس وقضية فلسطين، فلها رجال سيخرجهم الله عندما يشاء، ليحملوها ويحرروا الأرض التي تاجرتم باسمها لإنشاء مشروع طائفي بغيض.