بعد 8 أيام من إعلان الإليزيه عن تحضيرات لقمّة غير مسبوقة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال أسابيع، خضع الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس لضغوط التيار المتشدد، مؤكداً أنه «لم ولن يقرر في أي مرحلة إجراء حوار ثنائي مع واشنطن».وفي مواجهة عريضة قدمها 83 نائباً، أغلبهم من التيار الأصولي تتهمه بمخالفة توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي بمنع التفاوض مع واشنطن، قال روحاني، أمام مجلس الشورى: «لا نستطيع أن نشرح الأمر بشكل كامل في خطاباتنا، يظن البعض أن القصد من طرحنا للتفاوض هو محادثات ثنائية، للأجانب تصوراتهم في ذلك، لكن من يقرر مبادئ سياساتنا هو المرشد، جميعنا يسلك طريقاً واحداً، ولا يوجد أي خلاف في القضايا الوطنية».وشدد روحاني على أن «استراتيجية إيران قائمة على أساسين، هما الصمود الداخلي والدبلوماسية النشيطة»، مشيراً إلى أنه «رغم تسلمنا مقترحات بشأن المفاوضات الثنائية مع أميركا، من أطراف عديدة، فإن جوابنا كان الرفض دائماً». غير أنه أشار إلى احتمال عقد محادثات مع واشنطن «كما حصل في الماضي» بشأن المسائل النووية، في إطار مجموعة الدول الموقعة للاتفاق النووي (5+1) عام 2015، في حال رفعت عقوباتها.وفي حين جدد تهديده باتخاذ الخطوة الثالثة لتقليص الالتزامات النووية إذا فشلت أوروبا في تنفيذ تعهدها الاقتصادي، قوبل تراجع روحاني، الذي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه أبدى انفتاحه للقاء ترامب، بإشادة قدمها 150 نائباً إلى رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني.ومع تراجع فرص أن يؤدي الحوار بين طهران والأوروبيين إلى نتيجة سريعة، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: «لا يزال هناك الكثير مما يتعين تسويته» في المفاوضات بين الدول الأوروبية وإيران لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي.ولاحقاً، اعتبر دبلوماسي فرنسي أن تقليص إيران لالتزاماتها سيرسل «إشارة سيئة»، محذراً من أن مثل هذا القرار «سيجعل العمل أكثر تعقيداً، لكن الضرورة ذاتها تبقى قائمة؛ لأنه ليس هناك طريقة أخرى للخروج من التصعيد الحالي غير ما نقترحه».وغداة اجتماع بين خبراء فرنسيين وإيرانيين في باريس لمناقشة متقرحات الرئيس ماكرون لتخفيف التوتر بين واشنطن وطهران ومنح الأخيرة خطوط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار مقابل تراجعها عن تقليص التزاماتها النووية، رأى لودريان أن الأمر «لا يزال هشاً جداً، رغم أن المباحثات تتم بقدر من الثقة».
أخبار الأولى
روحاني يخضع للمتشددين ولن يفاوض ترامب
روحاني يحيي لاريجاني في البرلمان أمس (إي بي آيه)
04-09-2019