تواصل صناديق المؤشرات المتداولة توسعها في سوق الأسهم، إذ ارتفع حجمها على مدار العقد الماضي إلى ما قيمته 258 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهو خبر ينبغي أن يسعد المستثمرين، بحسب تقرير لـ"وول ستريت جورنال".

ما تفوقت فيه صناديق المؤشرات المتداولة حقاً هو التداول، إذ أصبحت التداولات الآن في العديد من أكبر صناديق المؤشرات المتداولة تتجاوز ما تشهده أكبر الأسهم المدرجة بالمؤشرات الرئيسية التي تتعقبها الصناديق.

Ad

تداولات هائلة

- أحد أمثلة ذلك هو صندوق "إنفيسكو كيو كيو كيو" الذي يتعقب مؤشر "ناسداك 100" وهو ثاني أكبر صندوق متداول في السوق الأمريكي، وأحد أفضل خيارات المستثمرين للعثور على السيولة وتداول سهل ورخيص في أسهم التقنية.

- بلغ حجم تداولات الصندوق هذا العام ما قيمته 6 مليارات دولار يومياً في المتوسط، ولم يتفوق عليه سوى سهم "أمازون"، وفي بعض القطاعات تكون الفجوة أكثر وضوحاً، فمثلاً تشهد صناديق قطاع المرافق تداولات تتجاوز ثلاثة أمثال تداولات أكبر أسهم المؤشر الذي تتعقبه.

- يمتلك "كيو كيو كيو" أصولاً قيمتها 72 مليار دولار فقط، وهو جزء ضئيل جداً من قيمة أسهم شركة التقنية، إذ تبلغ قيمة "مايكرسوفت" وحدها نحو تريليون دولار، وحتى الصندوق المتداول الأكبر "إس بي واي" "لا يمثل سوى ربع قيمة " الشركة.

- المؤشرات في البداية كانت مجرد وسيلة لإخبار الصحافيين عن حركة الأسهم ومعرفة الأداء الكلي للسوق، وكان لـ"تشارلز داو" مؤسس صحيفة "وول ستريت جورنال" الفضل في إطلاق مجموعة من أوائل المؤشرات، وكان لبعض الصحف مؤشراتها الخاصة مثل "نيكي" و"فاينانشيال تايمز".

- بدأ العملاء بمقارنة أداء مديري الاستثمار بهذه المؤشرات، وفي النهاية اعتمدت هذه الأدوات كمؤشرات مرجعية لرسم صورة عامة عن الأداء، وكانت الخطوة التالية هي الاستثمار في أسهم هذه المؤشرات بدلاً من الدفع للمديرين نظير انتقاء الأسهم، وتم إنشاء أول صندوق مؤشرات عام 1972.

تداول المؤشرات

- وفرت صناديق المؤشرات الفرصة الاستثمارية المنطقية التالية، فبدلاً من تداول الأسهم فقط أصبح بمقدور المستثمرين تداول المؤشرات أيضاً، التي أصبح عددها بالملايين الآن ولم يعد يعرف أحد ماذا تفعل بالضبط.

- إذا كان المستثمر يتخيل أن أسعار الأسهم يتم تحديدها بواسطة مستثمرين قرأوا كل تقرير سنوي ودققوا في مستوى الأسعار مقابل القيمة والمرتبط بتقديرات النمو المستقبلية وآفاق الأرباح، فإن الصناديق المتداولة مخيبة للآمال في هذا الأمر.

- تنظر صناديق المؤشرات المتداولة إلى الشركات على أنها وسيلة من وسائل الوصول والتعرض للبلدان والقطاعات والعوامل المختلفة، مثل شركة "مايكروسوفت" التي يحظى سهمها بزخم كبير وجودة عالية وآفاق نمو مرتفعة.

- إن صناديق المؤشرات المتداولة والمؤشرات نفسها تجعل حركة الأصول أسهل وأرخص، مما يسهل وصولها إلى فرص النمو، سواء في بلد ما أو قطاع ما دون القلق بشأن أداء الأسهم الفردية، وترتفع تداولات هذه الصناديق بفعل الخوف، وقد شكلت 37 في المئة من تداولات الأسهم الأميركية في ديسمبر الماضي.

خصائص مميزة

- كلما خضعت عملية تحديد أسعار الأسهم لتداولات صناديق المؤشرات، قلت أهمية ما يطلق عليه المستثمرون "عوامل خصوصية" والتي تركز غالباً على نجاح أو فشل الرئيس التنفيذي لشركة ما.

- اعتادت صناديق التحوط أن تعاني أثناء سعيها للرهان على تفوق سهم ما على أقرانه، مثل "مايكروسوفت"، إذ يتطلب الأمر العثور على أسهم منافسة واقتراضها من أجل بيعها على المكشوف.

- الآن يمكن لأي شخص تقريباً شراء السهم في حين يبيع صندوق المؤشرات المتداولة "كيو كيو كيو" على المكشوف، إما عن طريق وسيط أو عبر منتجات الصناديق للبيع على المكشوف والمدعومة بالدين مثل "برو شيرز شورت كيو كيو كيو" (أدوات تتسم بالتعقيد وينبغي الحذر منها).

- صناديق المؤشرات المتداولة تجعل سوق الأسهم أشبه بمركز كبير للمقامرة (وهي رغبة متأصلة في سوق الأسهم الأميركي)، كما تضفي نوعاً من الديمقراطية على الوصول إلى أدوات التداول المتطورة مثل عقود "فيكس".

- تداول المستثمرون المزيد والمزيد من الصناديق بالفعل حتى عندما كانت التكاليف مرتفعة، لكن يشار هنا إلى أن السيولة التي توفرها هذه المنتجات المتداولة يمكن أن تختفي خلال الأزمات الحادة، مما يجعلها مكاناً غير مناسب للمستثمرين خلال الأوقات العصيبة.