يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد الرسمي المرافق له إلى البلاد غدا، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.ورحب نائب وزير الخارجية خالد الجارالله بالزيارة الرسمية والهامة التي سيقوم بها رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي غدا للكويت، مثمنا الدور الريادي الذي تقوم به مصر بقيادة السيسي على المستويين الاقليمي والدولي وحرصها الدائم على الحفاظ على الأمن القومي العربي.وأشار الجارالله في تصريح لـ«كونا» الى أن هذه الزيارة تأتي بناء على دعوة كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الشقيقين، خاصة في ظل الظروف الدقيقة والتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة بما تنطوي عليه من تحديات ومخاطر حقيقية على الأمن والاستقرار فيها. وأكد أهمية هذه الزيارة واستحقاقها في هذه الظروف، مبينا أن التشاور بين قيادتي الكويت ومصر يعكس قناعتهما بوحدة المصير واعتبار أمن البلدين كلا لا يتجزأ.وأضاف أن هذه الزيارة تمثل فرصة للبلدين للبحث في أوجه العلاقات الأخوية المتميزة والتاريخية مما يحقق لهذه العلاقات التطور والنماء بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما الشقيقين.وقال سفير الكويت لدى مصر، محمد الذويخ، في تصريح لـ "كونا"، أمس، إن زيارة الرئيس المصري للكويت تجسد عمق العلاقات الثنائية الأخوية الراسخة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين على مدار عقود طويلة.وأضاف أن زيارة السيسي للكويت تكتسب أهمية خاصة، في ظل التحديات العديدة والمخاطر التي تحيط بالمنطقة، وتستلزم المزيد من التنسيق والتشاور، سعيا وراء الخروج برؤية مشتركة تسهم في بلورة موقف موحد لمواجهة هذه التحديات والمخاطر.وشدد على أن هذه العلاقة الفريدة في ملامحها جسدت بأحداثها وتطورها قصة نجاح كبيرة يحق لنا أن نفخر بها، وأن نقدمها للعالم كنموذج حي على وحدة الهدف وصدق التوجه وامتزاج الرؤى والسعي المشترك نحو تحقيق طموحات شعبينا وأمتنا من أجل التنمية والأمن والاستقرار".
ملحمة عظيمة
وأوضح أنه بدعوة كريمة من سمو الأمير، يحل الرئيس السيسي أخا كريما وضيفا عزيزا على سموه وعلى الشعب الكويتي في زيارته المرتقبة للكويت، وقائدا حكيما لدولة شقيقة جمعتنا بها ملحمة عظيمة من الأخوة والتعاون على مدار التاريخ".ولفت الى أن هذه الزيارة، التي تأتي في سياق متواصل من الزيارات والاتصالات المستمرة، تعد فرصة طيبة لاستعراض مختلف جوانب العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين، وتكرّس تمسكنا بثوابتها والحفاظ على مسارها الأصيل.وأكد الثقة بصدق الرغبة المشتركة نحو العمل الدؤوب للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتجنيبها مخاطر الانزلاق الى ما لا تُحمد عقباه، فضلا عن السعي لاستعادة زمام المبادرة في التعامل مع هذه التحديات، وفق مبادئ الحوار والتعايش المشترك والتعاون من أجل استقرار وازدهار شعوبنا.الزيارة الثالثة إلى الكويت
تعد زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت الثالثة له منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014، في حين يزخر تاريخ البلدين بسجل حافل من الزيارات واللقاءات الرسمية بين قادة الدولتين على مدى عقود مضت، رسخت أواصر العلاقات بين الجانبين على مختلف الصعد.وفي حين تعود العلاقات الكويتية - المصرية إلى القرن التاسع عشر، وكانت حينها تقتصر على العلاقات التجارية، فإنها أخذت بعدا أكثر عمقا بعد ثورة 23 يوليو 1952 في مصر، ومن ثم إعلان الكويت استقلالها عام 1961.واتسمت العلاقات الثنائية منذ عقود مديدة بطابع أخوي وشعبي متميز، لكنها ازدادت رسوخا وعمقا خلال محنة الغزو العراقي، إذ وقفت مصر بكل إمكاناتها من أجل استعادة الحق الكويتي ممن اغتصبه، في مشهد سبق تكراره عندما وقفت الكويت إلى جانب مصر في مواجهة عدوان يونيو 1967 وفي حرب أكتوبر عام 1973.