في محاولة جديدة لاحتواء تداعيات كارثة محتملة، بادرت الكويت بالتعاون مع ألمانيا وبلجيكا إلى تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في محافظة إدلب، التي واصل الجيش السوري توغله فيها على حساب فصائل المعارضة والقوات التركية المنتشرة في نحو 12 نقطة مراقبة.

وقبل استماع الأعضاء، أمس، لإفادة مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسن عن الوضع الإنساني ومدى تقدّم وساطته السياسية، أكد دبلوماسيون أن مناقشة المشروع الكويتي بدأت خلال الأسبوع الجاري بين بعض الأعضاء، موضحين أن القرار يشمل كذلك وقف الهجمات على المنشآت الطبية وحماية طواقمها في هذه المنطقة، ومطالبة الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين.

وقال دبلوماسي غربي، طلب عدم كشف هويته: «نحتاج إلى قرار متين»، مؤكداً ضرورة حشر روسيا في الزاوية لوقف الممارسات ضد المدنيين والمنشآت المدنية، في وقت ذكر دبلوماسي آخر أن جلسة أولى لأعضاء المجلس يفترض أن تعقد قبل نهاية الأسبوع الجاري.

Ad

ومنذ الربيع، تضاعف الكويت وألمانيا وبلجيكا اجتماعات المجلس للضغط على موسكو، التي استخدمت مرات عدة حق النقض (الفيتو) لمنع تبني قرارات حول سورية، من أجل الحصول على تغيير جوهري.

وفي خطوة أثارت غضب روسيا، التقت الكويت وأعضاء المجلس ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة وإندونيسيا والبيرو وبولندا وجمهورية الدومينيكان، في نهاية يوليو، الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش للمطالبة بفتح تحقيق داخلي حول استهداف منشآت تدعمها الأمم المتحدة.

وعلى الأرض، وسّع الجيش السوري عملياته في إدلب وسيطر على المزيد من القرى والبلدات في محيط خان شيخون، وتقدم شمالاً باتجاه مدينة معرة النعمان، مستهدفاً انتزاع الطريق الدولي الذي يمر في الريف الجنوبي، ويربط أبرز المدن الواقعة تحت سيطرته من حلب إلى حماة وحمص، وصولاً إلى دمشق والحدود الأردنية جنوباً.

إلى ذلك، استطلع وفد من الجيش التركي أوتوستراد حلب - اللاذقية، تمهيداً لافتتاحه وإنشاء نقاط مراقبة جديدة غرب مدينة سراقب مدخل محافظة إدلب.

وأكدت قاعدة حميميم أن الوفد التركي استطلع أوتوستراد حلب اللاذقية بالتنسيق مع القوات الروسية لإنشاء قواعد جديدة في مدينتي أريحا وسراقب وجسر الشغور على أوتوستراد اللاذقية - حلب في مقاطعة إدلب.

وبعد ساعات من اجتماعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين واتصاله بنظيره الأميركي دونالد ترامب، تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بعدم السماح بتأخير إقامة المنطقة الآمنة على غرار ما حصل في منبج، محذراً من أن قواته ومدرعاته موجودة بالفعل على الحدود وفي موقع يمكنها من القيام بأي شيء في هذه اللحظة.