عرضت مسرحية فلسفية بعنوان "الذين جعلوا الحياة عبثا" على مسرح استديو جلبوت في مجمع استوري، وكانت نتاج ورشة "الفن وغاية الإنسان".

المسرحية من تمثيل تيماء، ونومان، وداود أشكناني، ومن إخراج رازي الشطي، وتأليف أحمد محمدي، والإضاءة لنصار النصار، وإدارة الإنتاج لمحمد السيد بدوي.

Ad

والعمل يدور أحداثه بين أربع شخصيات: سيزيف أسطورة يونانية ترمز إلى العذاب الأبدي عبر تكرار حمل الصخرة إلى قمة الجبل، وتدحرجها إلى الأسفل، وحملها مرة أخرى إلى الأبد، وعبر ألبرت كامو عن هذه الشخصية برمز الإنسان الفاقد للمعنى من وجوده، أما شخصية كامو فهو أديب فرنسي كان صديقا لسارتر، ونشب بينهما خلاف عظيم، مما دفع فرانسيس جينسون إلى مهاجمة كامو عبر صحيفة سارتر.

بينما شخصية سارتر أديب فرنسي يتبنى الفلسفة الوجودية، وكان مؤيدا للماركسية، وأخيرا شخصية سيمون دي فوار أديبة وكاتبة فرنسية، وكانت تتبنى أفكار سارتر.

وقال الشطي إنه أخرج المسرحية، وكان ضمن فريق التمثيل، مشيرا إلى أن العمل نتاج ورشة أو بحث مكثف وقد قدم النص سابقا، ورشة بعنوان "الفن وغاية الإنسان"، وهي ورشة مشتركة تنقسم إلى قسمين، الأول يتحدث عن الجانب النظري وقدمه أحمد محمدي، وهو عبارة عن ورشة تتحدث عن أساسيات الكتابة الدرامية التي تصلح لإنشاء (قصة قصيرة، رواية، نص مسرحي) وتتناول مقاييس تتعلق بمضمون النص الفني وشكله، فالمضمون هل يجب ان ينصاع الفن لقواعد الأخلاق؟ هل للعقل معيار لتحديد ما هو أخلاقي؟ أما من ناحية الشكل فما العناصر التي تجعل النص الأدبي مؤثراً؟

وأضاف أن القسم الثاني يتضمن الجانب العملي وهو عبارة عن ورشة عن أساسيات التمثيل المسرحي قام بتقديمها، وتتناول تمارين للجسد، وللصوت وللتركيز تساعد الممثل على التخلص من كل ما يكون عائقا له للوصول إلى ذاته، والتعبير عن ذلك وفق نظرية غروتوفسكي في المسرح الفقير.

بدوره، قال مؤسس مسرح "جلبوت" المخرج والممثل المسرحي نصار النصار، إن "شركة جلبوت للإنتاج الفني والمسرحي قيد الإنشاء"، وعلق "فكرتنا في هذا المكان دعم المسار الأكاديمي الاحترافي الجماهيري، وأن ندمج تلك الأشياء مع بعضها، ونقوم بتعريف الجمهور بالمسرح الأكاديمي، سواء بطريقة كوميدية أو غير ذلك من الأساليب، وسنحتضن ورشا في هذا المكان ومشاريع صغيرة".

وأوضح النصار "نحن بصدد أن نطلق صندوقا لدعم المشاريع الفنية في الكويت، وسأكون أحد مؤسسيه، بالإضافة إلى منتجين وأصحاب شركات".

وأشار إلى أن هذا العرض المسرحي هو الثالث، وفيه حضور جماهيري يفوق 50 شخصا، لافتا إلى أن ذلك الاستحسان الجماهيري الكبير "جعلنا أن نفكر في تنظيم مهرجان في المستقبل، وفي مصر يوجد نفس المهرجان بعنوان "مسرح على الضيق"، وكل عرض يكون نحو مرتين أو 3 مرات، ومدته لا تتجاوز 40 دقيقة".

من جهته، قال الفنان داود أشكناني "جسدت شخصية "سارتر"، وهو فيلسوف فرنسي، والشخصية فيها نوع من التناقضات، وتحدثت عن ثلاث حالات: الحياة، والممات، وما بعد الموت".

أما الفنانة تيماء فقالت إن هذا العمل تجربتها الثانية، وأنها جسدت شخصية سيمون التي عانت في طفولتها، فحاولت قدر استطاعتها أن تنجح في أن تكون إنسانة قوية.