البهرجة المادية في حفلات الزفاف بمختلف دول العالم، والإنفاق ببذخ شديد لمحاولة جعل ليلة العمر خيالية، يحوِّلان البداية السعيدة إلى بداية مأزق مالي لتغدو المناسبة أقرب إلى المهرجانات منها إلى أن تكون حفل زفاف، لاسيما مع ما يغطي الوجوه من مواد تجميل وكأننا في حفلة يلبس فيها الجميع أقنعة حتى لا نكاد نميز من نعرفه وسط الحاضرين.

على النقيض من ذلك تأتي الاجتماعات العائلية البسيطة التي يغمرها الفرح والسعادة وتتميز بما فيها من اللمة العائلية، فتكون مناسبة للتواصل الاجتماعي بمثابة عرس عائلي دون بهرجة.

Ad

عروس اليوم مبالغة إلى حد كبير، بدءا من ثوب الزفاف، ثمنا وشكلا وحجما، حتى إنك لتشعر حينما تراها بأنك أمام موكب لشخصية سياسية، لدرجة أنها قد لا تستطيع السير مع كل هذا الذي تلبسه.

أما وجه العروس فيتلقى جهودا كبيرة من الصالونات كي تبدو شبيهة بشخصية تحبها بتكلفة باهظة دون مبرر؛ لمجرد الاستعراض والتباهي أمام قريناتها، فضلا عن المظاهر الأخرى التي ترهق بها زوجها؛ وعندما تعلم بنقص أي شيء مما سمعت أنه وُجِد عرس غيرها، ترى التعاسة تكسو وجهها المتعطش للشعور بالفرح.

في مقابل تلك العادات، يحثنا ديننا الكريم على الاعتدال في كل أمور الحياة وفي كل المناسبات؛ ومنها العرس، فلا ينبغي أن يكون هناك إسراف، ولا تقتير يسلب الفرح والبهجة.

فلتكن عروس اليوم واقعية في ليلة غامرة الفرحة، وعليها أن تعي أن الاعتدال لن يجعلها تقليدية، كما أن البهرجة والبذخ لن يجعلاها مبتكرة.

* عضو اتحاد المهندسين العرب