استوقفني المثل المصري: «ضِل راجل ولا ضِل حيطة» ويقصد به أن المرأة ليس لها غنى عن الرجل، لكن عليها أن تحسن اختيار المتقدم للزواج منها، حتى لا تندم، ومن الصفات التي ترغبها المرأة في الرجل أن يكون متديناً وعلى خلق ورمانسياً.

كذلك الرجل لا يستغني عن المرأة، يقول تعالى: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ»، أي هن ستر لكم وأنتم ستر لهن، لأن كليهما يستر صاحبه ويغنيه عن الحرام، كما يقول تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً».

Ad

اخترت هذا المثل لأنني رأيت أن هناك ارتفاعاً في نسب الطلاق في العالمين العربي والإسلامي، لاسيما في الكويت التي تحتل المركز الأول عربياً في نسبة الطلاق، وهذه طامة كبرى، حيث أصبح الطلاق سهلاً ولأسباب تافهة جداً.

قانون الأحوال الشخصية (51) لسنة 1984م شجع المرأة على طلب الطلاق، لأنها ستحصل بموجبه على نفقة وسيارة وخادمة وسائق وسكن مؤثث، فضلاً عن حريتها، لدرجة أن بعض النساء يتزوجن للحصول على هذه الميزات بعد الطلاق، وهذا ما أكدته الوكيلة المساعدة في وزارة العدل هبة العبدالجليل في تصريح لها.

لا يوجد بيت في العالم لا تحصل فيه خلافات زوجية، وهذه الخلافات تكبر إذا تدخل أهل الطرفين، ولم يعالجا الخلاف بهدوء وحكمة، بعيداً عن الانفعال والغضب، وإليكم القصة التالية ففيها العظة والعبرة:

نشأ خلاف بسيط بين زوج وزوجته، تدخلت أمها وأبوها وأخوها وأخواتها فزاد الخلاف وطلبت الطلاق، مع أن كلا الزوجين يحب الآخر، رفض الزوج، وأصر على عودتها، لكنها رفضت، ليصل الخلاف إلى رجل حكيم يحكم بينهما، وقد أخبره الزوج أنه يحب زوجته، لكنها «إمعة» وأهلها مسيطرون عليها. جمع الحكيم الزوجين ووالد الزوجة وأخوها، وقال لهم: مادمتم مصممين على الطلاق، فإن للزوج طلباً قبل الطلاق، قالوا: ما هو؟ قال: أن تتعرى زوجته من ملابسها أولاً، رفضت الزوجة، لكنها أمام إصرار الحكيم وافقت، فقال لها الحكيم: وأنتِ تنزعين ملابسك استتري خلف أحدهم، أبيك أو أخيك أو زوجك، فما كان منها إلا أن ذهبت خلف زوجها ونزعت ملابسها، ضحك الحكيم، وقال: يا ابنتي، المرأة لا يسترها إلا زوجها، اذهبي مع زوجك وتعوذي بالله من الشيطان، وانتهى الخلاف بالصلح وعادت السعادة إلى الزوجين.