في منطقة سكنية هادئة بالعاصمة اليابانية القديمة، كيوتو، يتدفق عدد كبير من الناس، ليضعوا أيديهم معاً، وينحنوا تجاه استديو محترق للرسوم المتحركة، وهو المكان الذي شهد وقوع أكبر جريمة قتل جماعي في تاريخ اليابان الحديث.

وقد أسفر الحريق المتعمد، الذي وقع في 18 يوليو الماضي، بمبنى كيوتو أنيميشن للرسوم المتحركة، عن مقتل 35 شخصا، وإصابة 34 آخرين، بينهم ثمانية مازالوا بالمستشفى، وفق السُّلطات المحلية، التي أوضحت أن الاستديو، المكون من ثلاثة طوابق، كان يضم بداخله 70 شخصا عندما تم إضرام النيران في المبنى.

Ad

شينجي أوبا

وأفادت تقارير بأن مشتبها به يُدعى شينجي أوبا، قام في 18 يوليو الماضي بسكب 10 لترات من البنزين على المبنى، صارخا بكلمة: «موتوا»، أثناء دخوله المبنى وإضرام النيران فيه.

وتم نقل المشتبه به (41 عاما) إلى المستشفى، بسبب تعرضه لحروق شديدة، وتقول الشرطة إنها في انتظار تعافيه من إصاباته، قبل أن تقوم باعتقاله بصورة رسمية.

يشار إلى أنه من المحتمل أن يكون أوبا كان يحمل بداخله ضغائن لاستديو «كيوتو أنيميشن»، حيث زعم أن الشركة سرقت روايته، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية عن الشرطة.

وتساءلت ميسا كوندو، التي شاركت في وقت سابق من الشهر الجاري بموكب «كوزبلاي» (حيث يقوم المشاركون بارتداء أزياء شخصية كارتونية ووضع زينتها) في مدينة ناغويا، «لماذا بحق السماء قام هذا الشخص بذلك؟».

وقالت ميسا إن «كيو آني، هي أكثر شركة رسوم متحركة مفضلة بالنسبة لي، وأحب شخصياتها. لم أتمكن من تشغيل جهاز التلفزيون لمدة أسبوع بعد الحادث. لقد قمت من قبل بزيارة الاستديو، لكن لا يمكنني زيارة المكان الآن. أشعر بأن حياتي سُلبت مني».

من ناحية أخرى، قال دايسوكي أوكيدا، وهو محامٍ يمثل «كيوتو أنيميشن»، إن الشركة «كانت مهمة جدا بالنسبة للشباب»، مضيفا أن هناك الكثير من التبرعات التي جاءت من أفراد قدموا 10 آلاف ين (94 دولارا) أو أقل.

وحتى منتصف أغسطس تقريبا، تم التبرع بنحو ملياري ين لصندوق أنشأته «كيوتو أنيميشن» في 24 يوليو الماضي، وفق أوكيدا.

كما تم تأسيس صناديق أخرى في اليابان لدعم الشركة، فيما جمعت حملة أخرى لجمع التبرعات، أطلقتها شركة سينتاي فيلموركس لتوزيع الرسوم المتحركة، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، أكثر من 2.3 مليون دولار من 69600 مانح.

في الوقت نفسه، كتبت آيا هيرانو، مؤدية الصوت للشخصيات الرئيسة في اثنين من أشهر أفلام الرسوم المتحركة التي قدمتها الشركة، على مدونتها: «إن العملين كان لهما التأثير الأكبر على حياتي، ومن دونهما لما كنت هنا».

وأضافت هيرانو أن «الأنيمي (أعمال الرسوم المتحركة اليابانية) هي جزء من الثقافة اليابانية، ولن نسمح أبدا للعداء غير العقلاني بتدمير الثقافة والفن».

بينما قال هيدياكي هاتا، الرئيس التنفيذي لـكيوتو أنيميشن»، في بيان له: «لقد سلب عمل فظيع غير مسبوق المستقبل المشرق لكثير من أصدقائنا وزملائنا، وأدى إلى سقوط الكثير من المصابين».

لكن هاتا قال إن الشركة «ستواصل عمل الرسوم المتحركة التي تساعد الناس على أن يكون لديهم أحلام وأمل، كما تؤثر فيهم».