في خطوة غير مسبوقة بإيران، هاجم آية الله محمد يزدي، أحد كبار مراجع التقليد، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، آية الله صادق لاريجاني، وانتقده بشدة بسبب الرسالة التي كتبها الأخير للمرشد الأعلى علي خامنئي، وهدده بأنه سيهاجر إلى النجف إذا استمرت السلطة القضائية باعتقال أعوانه.

ومع نفي لاريجاني تهديده المرشد، أكد يزدي، وهو الرئيس الأسبق للسلطة القضائية وعضو مجلس صيانة الدستور حالياً، قيام لاريجاني بالتهديد الذي سبق لـ "الجريدة" أن نشرت سبقاً عنه.

Ad

وقال يزدي، خلال لقاء مع مسؤولي مرکز "الباسيج" للأساتذة ونخبة الحوزة العلمية، إن الرئيس السابق للسلطة القضائية هدد بالذهاب إلى النجف، بسبب اعتقال أكبر طبري، وهو مدير مكتب لاريجاني أثناء رئاسته للسلطة القضائية.

وأضاف أن "لاريجاني يتصور أنه يستطيع أن يصل إلى مكان ما في الحوزة العلمية بالنجف، في حين أنه كان تلميذاً كسولاً بالحوزة العلمية في قم، ولم يكن في مستوى يستطيع أن يصل فيه إلى أي مكانة، لولا أن حالفه الحظ".

أحفاد ومناصب

وتابع في تصريحات أدلى بها السبت الماضي أن "البعض مثل أحفاد آية الله لاريجاني وآية الله بروجردي، مؤسس الحوزة العلمية في قم، من الذين يريدون أن يصلوا إلى مناصب دينية عالية لأنهم أحفاد رجال كبار، في حين أن الشهادات الدينية لا يتم توزيعها بسبب النسب العائلي".

وأكد يزدي، الذي رأس السلطة القضائية الإيرانية بين عامي 1989 و1999، وهو الأمين العام لجامعة مدرسي الحوزات العلمية، أن حوزة قم لم تُعط بروجردي أو لاريجاني شهادة آية الله، وإذا ما تم إعطاؤهم هذا المنصب، فإنه شخصياً سيمزق شهاداتهم، لأنهم لا يستحقونها بأي شكل.

ويعتبر آية الله محمد جواد بروجردي، حفيد آية الله بروجردي، أحد المنتقدين للمرشد، ويرى أن عامة الناس هم الذين يجب أن يقرروا من هو "مرجع تقليد" ومن هو ليس مرجعا، والحوزة ليست جامعة لتصدر شهادات علمية. ويصر بروجردي على الاستمرار في خطى جده واعتقاده بأن رجال الدين يجب ألا يتدخلوا بالسياسة، وهو بذلك يعارض أصول ولاية الفقيه.

خرف ونوم

في المقابل، رد لاريجاني على يزدي بشدة أمس الأول، ووصفه بأنه من رجال الدين "الخرفانين"، مضيفا أن الأخير لا يستطيع أن يحضر اجتماعاً لمجلس صيانة الدستور أو مجمع تشخيص مصلحة النظام لساعة كاملة وهو يقظ، وكل ما يستفيق من النوم في الاجتماعات يعارض كل القرارات دون أن يكون قد تابع البحث!

واعتبر أن مشكلة يزدي تكمن في أن العديد من أعوانه وأقربائه خسروا مناصبهم في السلطة القضائية عندما تبوأ لاريجاني رئاسة الجهاز، واتهم أعوان وأنصار يزدي بالفساد، قائلا إن صدره مملوء من المعلومات عن فساد أشخاص مقربين من كبار مسؤولي البلاد، وإذا ما زادت الضغوط عليه فإنه سيفشيها.

فضح النظام

وهدد لاريجاني بأن لديه وثائق ومعلومات عن مخالفات واختلاسات لأنصار وأعوان كثير من كبار رجال الدين والشخصيات، لكنه يحتفظ بهذه المعلومات، لأنه يراعي المصالح العليا للبلاد، ولا يريد أن يعرّضها للخطر. وأكد أنه طلب إذن المرشد لكي يذهب إلى النجف للدراسة الدينية، لكن ليس كتهديد، بل لأنه يريد الاختلاء بنفسه وتجنب الدخول في المهاترات.

وكانت شائعات قد انتشرت في الآونة الأخيرة مفادها أن رئيس السلطة القضائية الحالي، إبراهيم رئيسي، قد أمر شخصياً باعتقال أعوان وأنصار لاريجاني في حملته لمكافحة الفساد في البلاد، وتم منع أفراد عائلة لاريجاني المتنفذة من الخروج من البلاد دون الحصول على إذن خاص من مكتب المرشد.

وأكد مصدر مقرب من رئيسي لـ "الجريدة" أنه أمر بسير حملة مكافحة الفساد بعدة اتجاهات بشكل متواز، كي لا يتم اتهامه بأنه يدعم جهة سياسية مقابل جهة أخرى.

ومع استعار المعركة، دعا رجل الدين البارز، ناصر شيرازي، رئيسي مجلس القضاء السابقين يزدي ولاريجاني إلى إنهاء التوتر والتلاسن بينهما، لقطع الطريق أمام تشويه النظام، قائلا لهما: "نحن نحترمكما، ونطلب بكل تواضع إغلاق هذا الباب. فكّرا في سُمعة النظام ورجال الدين".

نهاية أزمة

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن سعادته بالنهاية التي وصلت إليها أزمة احتجاز سلطات "جبل طارق" ناقلة النفط الإيرانية "غرايس1"، في وقت قال القضاء الإيراني إنه سيتحرك للمطالبة بتعويض عن الخسائر الناجمة عن توقيف البحرية البريطانية السفينة 5 أسابيع.

في موازاة ذلك، كشفت وزارة الخارجية الإيرانية أنها حذرت واشنطن من توقيف ناقلتها التي غادرت جبل طارق، بعد رفض طلب أميركي باحتجازها، على اعتبار أنها متورطة في نقل شحنات ممنوعة إلى سورية عبر "الحرس الثوري" المدرج على لائحة المجموعات الإرهابية في واشنطن.

من جانب آخر، نفت حكومة الرئيس حسن روحاني منح موانئ إيرانية لروسيا أو الهند، وقالت إنها مستعدة لإبرام أي اتفاقية ثنائية للتعاون مع الدول الخليجية.

المنامة تشارك واشنطن في تأمين الملاحة

أكّدت البحرين، أمس، أنّها ستكون جزءاً من جهود تقودها الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أخرى لتأمين الملاحة البحرية في مياه الخليج، في أعقاب هجمات تعرّضت لها ناقلات نفط وسفن تجارية.

وأثنى العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى، خلال لقاء مع قائد القيادة المركزية كينيث ماكينزي على «الدور الفاعل الذي تضطلع به الإدارة الأميركية، بالتعاون مع الدول الحليفة في ضمان أمن واستقرار المنطقة»، مبينا أنّ المملكة «ستقوم بدورها في هذا العمل المشترك لتأمين الممرات الدولية للتجارة والطاقة وحرية الملاحة في المنطقة».