في خضم أزمة فجرتها تحركاتها المريبة في المنطقة، عرضت إيران أمس، نفسها بديلاً عن الأميركيين في تأمين مسار الملاحة في الخليج، الذي بات أكثر من أي وقت مضى عرضة لعمليات إرهاب وتخريب لناقلات النفط، قرب مضيق هرمز، منذ مايو الماضي، وساحة لتصفية حسابات بينها وبين عواصم كبرى تسعى لتقييد برنامجها النووي وتحجيم نفوذ ميليشياتها المنتشرة في أكثر من دولة عربية.

وفي محاولة للالتفاف على جهود واشنطن الرامية لبناء تحالف دولي واسع لحماية الملاحة، قبالة سواحل إيران، علمت «الجريدة» من مصدر رافق وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى قطر، الاثنين الماضي، أنه استطلع إمكانية تشكيل تحالف بمشاركة دول الخليج لتأمين مرور السفن، مبيناً أن ظريف طلب من الدوحة مساندة طهران في مساعيها الرامية لرفض أي تدخل خارجي، وجدد عرض توقيع معاهدة «عدم التعدي» بين دول المنطقة.

Ad

ومع تحقيق الأميركيين خطوات ملموسة بحصولهم على دعم بريطاني لتشكيل التحالف، شدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، على أن «الخليج ليس بحاجة إلى قوات أجنبية، لأن دول المنطقة قادرة على حفظ أمنه واستقراره من خلال الوحدة والتماسك والحوار».

وأضاف روحاني: «جميع الشعارات التي تطلق فيما يتعلق بالمهمة الجديدة في الخليج ومنطقة بحر عمان خاوية وغير واقعية، ولن تساعد في إحلال الأمن. الولايات المتحدة هدفها زرع الفرقة في المنطقة»، موضحاً أن إيران «مستعدة دائماً لإقامة علاقات ودية وأخوية مع جميع الدول الإسلامية، وخاصة جيرانها».

وجاءت تصريحات روحاني بعد ساعات من إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي أن ظريف يستعد للقيام بجولة تشمل 3 دول أوروبية وعدة دول خليجية لـ «بحث التعاون الإقليمي، وضرورة تضافر جهود المنطقة لضمان الأمن في الخليج وهرمز».

وأرسلت واشنطن بعثتها الأمنية البحرية إلى الخليج في يوليو الماضي، في أعقاب احتجاز إيران سفينة ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، رداً على احتجاز سلطات جبل طارق الناقلة «غرايس1» الإيرانية، بتهمة خرق العقوبات المفروضة على سورية.

وفي تطور لافت، كشفت تقارير روسية، أمس، عن استعداد الرئيس فلاديمير بوتين لتفجير مفاجأة استراتيجية بمواجهة واشنطن، بعد حصوله على امتيازات، ضمن اتفاق سري مع طهران، تمكنه من استغلال ونشر سفن وغواصات نووية بميناءي بوشهر وشابهار.