قبل 4 أيام من موعد جلسة حددتها السلطات القضائية في جبل طارق للبت في شأن ناقلة النفط الإيراني "غرايس 1" المحتجزة بتهمة خرق العقوبات الأوروبية المفروضة على سورية، أفادت إيران أمس، بأنها تبادلت بعض الوثائق وتوقعت أن تفرج السلطات التابعة لبريطانيا عن السفينة المحتجزة منذ 4 يوليو الماضي.

وقال نائب رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية في إيران جليل إسلامي: "بريطانيا مهتمة بالإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية غرايس 1. في أعقاب تبادل بعض الوثائق. نأمل أن يتم الإفراج قريباً".

Ad

وأضاف إسلامي: "الناقلة احتجزت بناء على اتهامات خاطئة".

في موازاة ذلك، أكد متحدث باسم سلطات جبل طارق أمس، أنها تسعى لنزع فتيل التوتر مع إيران التي صادرت بعد أسبوعين من احتجاز "غرايس1" الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" قرب مضيق هرمز متهماً إياها بخرق قوانين الملاحة. وأوضح المتحدث أن أمر "الاحتجاز القانوني" للناقلة الإيرانية ينتهي مساء السبت المقبل.

في غضون ذلك، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أن "التحقيقات الجارية بشأن غرايس 1 مسألة تخص حكومة جبل طارق. ونظرا لاستمرار التحقيق فلا يسعنا الإدلاء بأي تصريح آخر".

ولاحقاً، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصادر أنه سيتم الإفراج عن الناقلة المحتجزة منذ 5 أسابيع بحلول مساء أمس، إلا أن مصدر في حكومة الجيب البريطاني نفى ذلك.

تأمين الملاحة

وجاءت تلك التطورات غداة إبحار سفينة حربية بريطانية صوب الخليج للانضمام إلى التحالف حماية الملاحة الذي تسعى الولايات المتحدة لتشكيله بهدف تأمين سفن الشحن التجارية في المنطقة وسط التوتر المتصاعد بين إيران والغرب.

وقال قائد السفينة البريطانية "كينت" آندي براون: "لا يزال تركيزنا الشديد في الخليج هو نزع فتيل التوتر الحالي".

وأضاف: "لكننا ملتزمون بالحفاظ على حرية الملاحة وتأمين الشحن الدولي وهو ما تهدف إليه عمليات الانتشار هذه".

وأُعلن عن نشر المدمرة للمرة الأولى الشهر الماضي وسيشمل تولي السفينة كنت مهام سفينة بريطانية أخرى تعمل بالفعل في الخليج هي السفينة دنكان.

في السياق، أعلنت القوات البحرية التابعة لكوريا الجنوبية، أمس، نيتها إرسال دفعة جديدة لوحدة "تشونغ هيه" العسكرية إلى خليج عدن لاحتمال القيام بمهام عسكرية مشتركة مع التحالف بقيادة واشنطن في مضيق هرمز لحماية الناقلات الدولية.

ويأتي هذا فيما أعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، رفض بلاده مشاركة إسرائيل في أي قوة لتأمين مرور السفن بالخليج، في حين اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واشنطن بتحويل المنطقة إلى "علبة كبريت قابلة للاشتعال" خلال زيارة قام بها إلى قطر أمس الأول.

تحذير بومبيو

من جانب آخر، نشر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تغريدة على حسابه في "تويتر"، وأسفل التغريدة وضع بومبيو ساعة رقمية بالثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر، تشير إلى المدة المتبقية على انقضاء مدة حظر التسلح ضد إيران، أو حظر سفر قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، طبقاً لقرارات الأمم المتحدة، مطالباً حلفاء الولايات المتحدة بزيادة الضغوط على طهران حتى إنهاء سلوكها المزعزع للاستقرار.

كما ذكر موقع وزارة الخارجية الأميركية أن أفراداً مثل سليماني سيكونون قادرين على السفر خارج إيران منذ 18 أكتوبر 2020، وأن طهران يمكن أن تبيع الأسلحة، بما في ذلك إلى "الجماعات الإرهابية التي تحارب بالوكالة".

وتقول واشنطن إن دولاً مثل روسيا والصين ستكون قادرة على بيع الدبابات والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي لإيران، وفي مثل هذه الظروف يمكن أن "ينطلق سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة والعالم".

ويشير بومبيو ووزارة الخارجية الأميركية إلى العقوبات التي تقررَ رفعها في فاصل زمني محدد بعد الاتفاق النووي بين طهران وإدارة الرئيس السابق باراك أوباما وخمس قوى عالمية أخرى في 2015.

مخزون اليورانيوم

في المقابل، كشف المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تركيز 4.5 في المئة وصلت إلى 370 كيلوغراماً.

من جانب آخر، حذر "الحرس الثوري" الإيراني الولايات المتحدة الأميركية من الاعتداء على من وصفهم بـ"أصدقاء الثورة الإسلامية"، مهدداً بأن هذا الاعتداء سيؤدي إلى مواجهة إيران.

وقال نائب قائد الحرس الإيراني، يد الله جواني، إن "اعتداء واشنطن على أصدقاء الثورة هو مواجهة غير مباشرة مع إيران"، مشدداً على أن "العدو خسر في جميع مواجهاته مع حزب الله اللبناني واليمنيين والعراقيين وحركات المقاومة الفلسطينية".