قبل توجههم إلى رمي الجمرات، وطواف الإفاضة اليوم، استقر أكثر من مليوني حاج أمس، الموافق التاسع من شهر ذي الحجة، على صعيد عرفات الطاهر، وأدّوا ركن الحج الأعظم، وشهدوا الوقفة الكبرى، ملبين متضرعين، داعين الله عز وجل أن يمّن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.ومع شروق فجر يوم أمس، بدأ حجاج بيت الله الحرام رحلتهم إلى صعيد عرفات، وأدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين في مسجد «نمرة»، اقتداء بالسنة النبوية، ثم نفروا عند الغروب إلى مزدلفة، حيث يَبيتون ليلتهم استعداداً لرمي الجمرات وطواف الإفاضة.وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل تابعا عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، ووجها بتوفير أفضل الخدمات، ليؤدي ضيوف الرحمن النسك بأمان واطمئنان.
خدمة الحجاج
وقال الأمير خالد الفيصل، خلال مؤتمر صحافي، عقده أمس الأول في منى، إن «المشاريع التي وضعت مع دراسات أولية كلها رفعت للهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة ولي العهد للدراسة».كذلك شكر الفيصل كل المسؤولين الذين يعملون لخدمة ضيوف الرحمن. وأضاف: «كلنا نعلم ونرى ونسمع كيف يتصرف رجل الأمن مع المواطنين وغير المواطنين، ونرى كيف يتصرف رجل الأمن السعودي في المشاعر المقدسة مع ضيوف الرحمن، إنه شيء يرفع الرأس، ولله الحمد، وشكراً لهم».وأكد مستشار خادم الحرمين أن نجاح موسم الحج هو الرد المناسب على كل المشككين. وقال الفيصل إن عدد القوى العاملة لخدمة الحجاج بلغ أكثر من 350 ألفا من عسكريين ومدنيين.متابعة أمنية
بدورها، أعلنت «واس»، أن توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات واكبه متابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية، لتنظيم وصولهم إلى المشعر إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.وأضافت أن انتشار رجال الأمن، والمرور، والدفاع المدني، والحرس الوطني، والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة بكثافة عبر مواقعهم المعدة لتنظيم حركة السير، ومساعدة ضيوف الرحمن، بينما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها الحجاج لمتابعة خط سير تنقلاتهم إلى مشعر عرفات وفق خطة الحركة المرورية، والترتيبات المعدة مسبقا. وأشارت إلى الجاهزية التامة لمختلف القطاعات الحكومية السعودية العاملة في خدمة الحجاج، والتي وفرت مختلف الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية لخدمة الحجاج ورعايتهم في مشعر عرفات.وذكرت أن قيادة أمن الحج لشؤون المرور أعدت أيضاً خطة لتنظيم نفرة الحجاج من مشعر عرفات باتجاه مشعر مزدلفة مع غروب شمس أمس.ويعد مشعر مزدلفة ثالث المشاعر المقدسة بعد مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجاج فيه بعد نفرتهم من عرفات، ثم يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ويجمعون منها الحصى لرمي الجمرات في مشعر منى غدا الأحد، وفي أيام التشريق الثلاثة.ويمكث حجاج بيت الله الحرام في مشعر مزدلفة حتى صباح اليوم الموافق عيد الأضحى، ليفيضوا بعد ذلك إلى مشعر منى.أمن الدولة
وفي وقت سابق، أكّد الناطق باسم رئاسة أمن الدولة السعودية اللواء بسام عطية، أنَّ المملكة تعاملت مع أقسى الحوادث والجرائم، ومن لا تردعه قداسة المكان، أي مكة المكرمة، فستردعه قوتها الرادعة في الحق.وقال خلال المؤتمر الصحافي للجهات المشاركة في حج هذا العام، أمس الأول، «الحجاج يثقون تماماً بقدرات المملكة وأمنها».وخلال المؤتمر نفسه، أكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، اكتمال المرحلة الأولى لوصول الحجاج إلى مشعر منى، وقال إنّ هذه المرحلة تتمثّل في نقل حجاج التروية إلى مشعر منى، ووصول طلائع الحجاج إلى مشعر عرفات.وأوضح أنَّ عمليات النقل ستتواصل على مدار اليوم، استعداداً لعملية التصعيد وعمليات النقل للتصعيد إلى مشعر عرفات، والتي بدأت مع فجر السبت، وتعقبها مرحلة النفرة من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة للمبيت بها، والعودة مرة أخرى إلى مشعر منى.وأضاف: «عمليات النقل تمت بانسيابية عالية».وفي سياق متصل، أوضح الناطق باسم المديرية العامة للدفاع المدني المقدم محمد الحمادي، أنّ فرق المديرية انتشرت في كل الأماكن استعداداً للطوارئ، مؤكّداً أنّه لم يتم تسجيل أي حادث إلى الآن.كما أفاد الناطق باسم وزارة الصحة محمد العبد العالي، خلال المؤتمر، أنّ منظمة الصحة العالمية أشادت بجهود الوزارة في خدمة الحجاج، لافتاً إلى أنَّه تمَّ توفير سيارات إسعاف لنقل الحجاج المرضى إلى المشاعر المقدسة، وصرّح بأنّ الوزارة تقدم جميع خدماتها للحجاج مجاناً.الكعبة المشرفة تكتسي ثوب العيد
جرت مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة، والتي قام بها 160 فنياً وصانعاً، في الساعات الأولى من صباح أمس، الذي وافق وقفة عرفات.وبثت قناة «الإخبارية» السعودية مراسم استبدال الكسوة، بإشراف ومتابعة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وحضور عدد من منسوبي الرئاسة ومصنع كسوة الكعبة المشرفة. وأوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أحمد بن محمد المنصوري أنه تم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة التي تمت صناعتها من الحرير الخالص والذهب.وبين أن الكسوة تستهلك نحو 670 كيلوغراماً من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود، و120 كيلوغراماً من أسلاك الذهب، و100 من أسلاك الفضة.وأشار إلى أنه يعمل في «مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة» نحو 200 صانع وإداري، وجميعهم من المواطنين المدربين والمؤهلين والمتخصصين.