انتهى الأسبوع الأخير، الذي يسبق عطلة عيد الأضحى المبارك، بخسائر متفاوتة سيطرت على مؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون، والتي لم يسلم منها سوى مؤشر سوق مسقط الذي عاكس الأداء بنمو قوي بلغ 2.2 في المئة.

بينما تراوحت خسائر 6 مؤشرات بين 5.4 في المئة لأكبرها خسارة مؤشر سوق قطر إلى 0.4 في المئة وهي خسارة مؤشر سوق بورصتي الكويت والبحرين، في حين تراجعت بورصات السعودية والإمارات بنسب متقاربة كانت 2.5 في المئة بأبوظبي، و2.2 في المئة على مؤشر دبي، واستقر السوق السعودي على خسارة كبيرة أيضا تجاوزت 2.1 في المئة بقليل.

Ad

عوامل ضغط

بدأت مؤشرات أسواق المال الخليجية أسبوعها الماضي تحت ضغط زيادة جرعة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين من جانب، ومن جانب آخر كان لاحتجاز إيران باخرة تنقل النفط أثرا مباشرا اثناء الجلسة الاولى لها، لتتراجع جميع المؤشرات وتبقى كذلك طوال جلستين قبيل تحسنها الذي أخفى جزءا كبيرا منه تراجع اسعار النفط الى ما دون 60 دولارا للبرميل على مستوى مزيج برنت.

وكانت الخسائر متفاوتة أكبرها في أسواق الإمارات وقطر والسعودية، وأفضلها أداء مؤشر بورصة الكويت وبورصتي عمان والبحرين، ثم كانت بداية الاسواق الاميركية التي سجلت خلالها أكبر خسائرها لهذا العام، والتي كانت متوقعة بعد قيام الصين بخفض سعر صرف اليوان الى 7 يوان مقابل الدولار، وبالتالي مرحلة جديدة في حرب العملات هذه المرة، ولكن بعض هذه الخسائر كانت مسعرة في بعض الاسواق الخليجية، فكان مؤشر قطر قد خسر 4 في المئة قبل بداية عمل الاسواق الاميركية، وبالتالي أصبح اثرها اقل مما كان يتوقع.

وهناك عامل آخر كان ايجابيا على مستوى السوق السعودي وهو خبر اكمال ترقيته في مؤشر ام اس سي اي للاسواق الناشئة، حيث وزنه 2.8 في المئة بعد ان انهى مرحلة اولى في ترقيته خلال شهر مايو الماضي بنصف وزنه الاجمالي، وبالتالي توقع تدفق سيولة مليارية في السوق السعودي خلال نهاية هذا الشهر على مجموعة من الأسهم أعلن عنها خلال تقرير الترقية.

ولكن أخبار المؤشرات الناشئة العالمية ليست ايجابية في كل مرة، فقد كان التقرير سلبيا على مؤشر السوق القطري الذي انهى الاسبوع بخسارة هي الاكبر بنسبة 5.4 في المئة، إذ أخرج سهما من قائمة الاسهم الناشئة فتراجع بنسبة 9 في المئة ليؤثر على اداء السوق القطري ويعيده الى المنطقة الحمراء ويخفي معالم ايجابية لعام 2019 وينتهى بخسارة بحوالي 3.5 في المئة، وينضم الى مؤشر مسقط باللون الاحمر كقياس اداء سنوي، وكان ذلك بالرغم من تحسن سوق مسقط وارتداده بنسبة كبيرة معاكسا اداء بقية الاسواق المالية الخليجية حيث نما بنسبة 2.2 في المئة ليبلغ مستوى 3861.51 نقطة.

واستمر جني الارباح في سوقي الامارات، وبعد مكاسب كبيرة لسوق دبي تراجع بضغط المؤثرات العلمية بنسبة متوسطة بلغت 2.2 في المئة ليقفل على مستوى 2837.96 نقطة، وكانت الخسارة اكبر في ابوظبي بنسبة 2.5 في المئة، ولكنه بقي على مستوى 5097.17 نقطة محتفظا بمستوى 5 آلاف نقطة.

وكانت مؤشرات بورصة الكويت الأفضل أداء والأكثر تماسكا بين الأسواق الخليجية النشيطة، وخسر المؤشر العام 0.4 في المئة فقط تعادل 22.16 نقطة، ليقفل على مستوى 6104.3 نقاط، وكان مؤشر السوق الرئيسي قد ربح نسبة محدودة هي عُشر نقطة مئوية مقابل تراجع السوق الاول بنسبة 0.1 في المئة، وسط تراجع مؤشرات السيولة والنشاط قياسا على الاسبوع الاسبق، وذلك قبل الدخول في عطلة عيد الاضحى المبارك، والتي كثيرا ما يتحفظ مضاربو الاسواق من مستجدات خلال العطلة الطويلة فيجنحون إلى تصفية مراكزهم المالية الى ما بعد عطلة العيد.